مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

افهموا أنفسكم والحياة

14/11/2024

في وقتنا الحاضر والمختلف ، أصبح فهم حقيقة الحياة هو المطلب الأهم ، ليس فقط لتعيش سعيدًا بعيدًا عن وخزات الأيام ، بل لتعيش بأمان ، نعم العيش بأمان نفسي أولوية تتقدم على كل الأولويات ، وفهم الحياة يبدأ بفهم الإنسان لذاته من خلال معرفة أهدافه وتحديد احتياجاته واختيار الوسائل المناسبة لتحقيق تلك الأهداف وتلبية وسد الاحتياجات سواء كانت أساسية أو ثانوية لاتقل أهميتها كثيرًا عن الأساسية ، وجزء هام من فهم الحياة إدراك واقعها الاقتصادي التي تغيرت كثيرًا عما كانت عليه قبل عقدين أو ثلاثة ، وهذا التغير لم يكن حصرًا على بقعة معينة أو نطاق جغرافي محدد أو حتى دولة بعينها بل هو تغير عالمي استدعى ضرورة التغيير في ثقافة الإنفاق والإدخار على مستوى الأفراد واقتصاد الأسرة ، وبالتالي أصبح اتخاذ قرار ترشيد الإنفاق ضرورة وأهمية قصوى حتى يُكمل المركب الاقتصادي رحلته دون غرق ، وقد يكون التغيير في بادئ الأمر صعبًا عند المعتاد على نمط معيشة محدد لكنه تغيير إيجابي يُعد صاحبه لحياة أفضل وفق الواقع العالمي المتغير .

 وجزء من فهم الحياة أيضًا ، الإبمان بأن أفكار الناس قد تغيرت و ثقافتهم أُعيد تشكيلها وفق المستجدات الثقافية ، و لم تعد المفاهيم السائدة سابقًا هي ذاتها اليوم ، وهذا دون شك ينعكس على الواقع الجديد للعلاقات الإنسانية وتكوين الأسرة الجديدة وطرق التربية الحديثة والتي قد يواجه بعض المربين بسببها صدامات مع من حولهم لاسيما حين تكون هناك فجوة بين طرق التفكير بين الأطراف ، فعلى سبيل المثال معايير اختيار الزوجة بالنسبة للرجل واختيار الزوج بالنسبة للمرأة لم تعد هي ذات المعايير التي كانت ، لاسيما مع الانفتاح الثقافي على العالم و وعي الإنسان بأهدافه وتغيير أولوياته التي كانت ، فليس شرطًا أن يكون الزواج أولوية عند البعض قبل سن محدد قد يصل إلى ٣٥ عام ، بينما هذا الأمر يكاد يكون نادر قبل ربع قرن مضى ، 

 لذا جزء من الحياة اليوم أن تفهم نفسك ومن حولك وتفهم واقع الحياة الجديد حتى لا تغرد خارج السرب ، والفهم هنا لا يعني التخلي عن المبادئ والقيم فمن تغيرت أفكارهم وقناعاتهم وفهموا الحياة لم تتغير مبادئهم لكنهم غيروا نظرتهم للحياة ، فكانت حياتهم سلسة تليق بما يتمنون 

 همسة 

 افهموا أنفسكم ليفهمكم الناس.

 

ضيف الله الحربي
عضو جمعية إعلاميون
‏@daifallhnafa

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop