17/03/2025
كم هو مؤلم أن تُستغل القلوب الضعيفة، تلك القلوب التي لم تُخلق إلا للحب والصدق والعطاء. وكم هو موجع أن يُستغل القلب المنكسر، الذي بالكاد يرمم شقوقه القديمة، ليأتي من يزيدها اتساعًا بلا رحمة.
وكم هو قاسٍ أن تُستغل القلوب الموجوعة، التي بالكاد تجد قوتها للنهوض، ليأتي من يستنزف ما تبقى فيها من أمل، فقط ليحقق رغباته ثم يرحل!
الطيبة الزائدة:
الطيبة ليست ضعفًا، والمسامحة ليست دعوة للاستغلال، والحنان ليس مبررًا للخداع. لكن البعض، ممن اعتادوا الأنانية، يرون في القلوب النقية فرصة، لا شريكًا، وفي المشاعر الصادقة وسيلة، لا غاية. يتقربون حين يحتاجون، ويبتعدون حين يحصلون على ما يريدون، تاركين وراءهم قلوبًا مثقلة بالخذلان.
فلماذا يستغل البعض القلوب النقية؟
• لأنهم يعلمون أنها تسامح سريعًا، حتى لو تألمت طويلًا.
• لأنهم يدركون أنها تمنح بلا مقابل، حتى وهي تتوجع.
• لأنهم واثقون أنها لن ترد الأذى بمثله، حتى لو استحقت الانتقام.
الخذلان الأكبر ليس في الرحيل، بل في الطريقة ذاتها، فالرحيل بحد ذاته لا يؤلم، لكن أن ترحل بعد أن تحصل على كل شيء، بعد أن تمتص مشاعر من أحبك، بعد أن تبني جسور الأمل ثم تهدمها بدم بارد، هو الجرح الذي لا يُشفى. أن تترك قلبًا اعتاد وجودك، ثم تجعله يواجه وحدته وكأنه لم يكن يومًا يعني لك شيئًا، هذا هو أقسى أنواع الاستغلال.
فكيف تحمي القلوب النقية نفسها؟
• ضع حدًا واضحًا: لا تسمح لأحد أن يجعلك مجرد محطة عابرة في طريقه.
• تعلم أن تعطي بوعي: لا تُغرق من لا يبادلك العطاء، فالحب مشاركة وليس تضحية من طرف واحد.
• لا تتعلق بمن لا يقدّرك: القلب النقي يستحق أن يكون في يدٍ أمينة، لا بين يدي من لا يفهم قيمته.
• لا تخجل من الرحيل: أحيانًا، حماية قلبك تعني أن تغادر قبل أن تُكسَر أكثر.
رسالة للقلوب الصادقة:
أنتَ لستَ ضعيفًا لأنك تحب بصدق، ولستَ ساذجًا لأنك تمنح بلا شروط. لكن لا تجعل نقاء قلبك طريقًا يُداس عليه، ولا تجعل حبك وقودًا لأطماع الآخرين. تعلم أن تكون رحيمًا بقلبك كما كنت رحيمًا بغيرك، فليس كل من ابتسم لك صادق، وليس كل من قال “أحبك” يعنيها حقًا.
أ. هياء ال مرعي
@c3w125
عضو جمعية إعلاميون