24/04/2025
في عصر السرعة الرقمية والانفتاح الإعلامي، أصبح “الترند” كلمة حاضرة في يومياتنا، تفرض نفسها على الأحاديث، القرارات، وحتى أنماط السلوك.
سواء في مواقع التواصل الاجتماعي أو في المنصات الإعلامية ، نجد أنفسنا محاطين بمحتوى يتكرر ويُعاد بصور مختلفة، فقط لأنه “رائج” أو ضمن قائمة الترند.
هل أصبحنا نعيش في دائرة مغلقة لا نرى فيها إلا ما يفرضه علينا هذا الترند؟
هل الترند… أداة أم هوس؟
في الأصل، الترند هو مؤشر لما يشغل الرأي العام، ويُفترض أن يكون مرآة للاهتمامات المشتركة.
لكنه تحول في كثير من الأحيان إلى هدف بحد ذاته، يسعى بعض الأفراد وبعض والمؤثرون وحتى بعض المؤسسات للوصول إليه، بغض النظر عن القيمة أو المضمون.
أصبح الهدف هو الانتشار ، وليس الفائدة .
أصبحت أغلب المحتويات تحت ضغط “اللايك”
فهوس الترند دفع البعض إلى تقديم محتوى سطحي أو حتى مضلل من أجل جذب الانتباه.
تغيرت معايير النجاح من جودة الطرح إلى عدد المشاهدات والإعجابات، وهو ما أثر سلباً على المضمون الثقافي والمعرفي الذي تُقدمه كثير من المنصات.
السعي المستمر وراء الترند قد يؤدي إلى تلاشي الهوية الفردية، حيث يبدأ الناس في تقليد ما هو شائع بدلاً من التعبير عن ذواتهم. نرى ذلك في طريقة اللبس، الكلام، الطهي ، وحتى الرأي.
أصبح الاختلاف يُخشى، والموافقة العمياء هي الطريق الأسرع للقبول.
فتلاشت هوية البعض .
هنا نتساءل هل من مخرج؟
بالطبع هناك مخرج …
فالوعي هو خط الدفاع الأول.
عندما يدرك الفرد أن ليس كل ما هو شائع يستحق المتابعة، وأن القيمة الحقيقية تكمن في الأصالة والصدق.
كما أن دور الأسرة،والمدرسة، والمؤسسات الإعلامية مهم في توجيه الأجيال نحو استخدام الترند كأداة توعية وتثقيف، لا وسيلة لتضييع الوقت أو نشر هامشي بمحتوى سطحي لموضوع مفتعل .
كما ينبغي أن نوضح نقطة مهمة وهي أن الترند ليس عدواً بحد ذاته، لكنه يصبح كذلك عندما يتحول إلى هوس يسرق وعينا، ويسيّرنا بدلاً من أن يخدمنا.
وبين الواقع والوهم، علينا أن نختار بوعي، ماذا نتابع ؟ ولماذا ؟
أيضاً علينا أن نتابع محتوى له قيمة بإختيار مصادر موثوقة تضيف لنا ولا تلهينا .
كذلك نخصص وقت محدد للسوشال ميديا .
ولنكن نحن صانعي محتوى مفيد لا مجرد متابعين
حتى لو بشكل بسيط فهذا يغير نظرتنا للترند.
كما علينا التمسك بهويتنا
فالأصالة تلفت أكثر من التقليد.
ولنساهم في نشر الوعي
بالتحدث لمن هم حولنا لنجعل الترند وسيلة توعية، وليس غرق جماعي.
إذن التوازن والوعي هما الحل.
بالعامية نقول ( خلك حاضر بذهنك، مو بس متصل بجهازك).
أ. مرفت محمود طيب
@mervat4682
عضو جمعية إعلاميون