للشرق الأوسط أهمية تاريخية واستراتيجية وإقليمية كبرى ومكانة دينية منذ فجر التاريخ، جعلته محل أطماع ومحط أنظار العالم الغربي سواءً كانت أطماعاً سياسية أو اقتصادية أو إقليمية.
أضف الى ذلك، ما وهبه الله من أرض خصبة ومناخ معتدل، ولله في كل ما يجري من أحداث متوالية على هذه البقعه من الأرض حكمة بالغة، ففيه بدأ الله الخلق وأُهبط آدم عليه السلام وخُلق الأنبياء ونزلت الرسالات السماوية ووضعت المقدسات (كبيت المقدس وبيت الله الحرام )،
وأنزل الله المعجزات وقامت فيه أقدم الحضارات..
وفيه ظهر ت علامات الساعة وفيه الناس سيحشرون، ولهذا فإن الشرق الأوسط هو المعني دائماً على الخريطة السياسية والاقتصادية والدينية.
الشرق الأوسط الذي يقع بين قارتي أفريقيا وشبه القارة الهندية، متمثلاً في شبه جزيرة العرب بما فيها الشام والعراق حتى شمال أفريقيا، قد حباه الله من التنوع في البيئة والمناخ واختلاف في التضاريس من مناطق جبلية وسهول وأنهار كنهري دجلة والفرات ونهر العاصي ونهر النيل، ثم وجوده بين عدد من المضايق والبحار التي تحده من جميع الجهات كالخليج العربي والبحر الأحمر وبحر العرب في الجنوب والبحر الأبيض المتوسط في الشمال، كل ذلك أعطى المنطقة العربية أهمية اقتصادية وإقليمية مما ساهم في التنوع في مصادر العيش.
الشرق الأوسط.. قلب العالم، مما جعل القوى الكبري لكل زمان، يشغل تفكيرها السيطرة على هذه المنابع واحتلالها واستثمار خيراتها من ثروات زراعية وسمكية ومعدنية وغيرها من أنواع الثروات قبل ظهور النفط الذي أحدث اكتشافه نقلة كبيرة في الاقتصاد العربي.
الشرق الأوسط، الذي هو جنة الله في الأرض، هو نار مشتعلة من الفتن والحروب والصراعات والاحتلالات والأطماع على مر الأزمان، ولكن تبقى الثقة في الخالق مدبر هذا الكون، وحكمته الربانية في تدبير سفينة هذه المنطقة حتى يقضي أمره وتقوم ساعته.
أ. هيا الدوسري
@HAldossri30
عضو جمعية إعلاميون