قوة إيلون ماسك مصدرها أمواله وإستثماراته وعلاقاته القوية والعميقة في الداخل الإمريكي وفي الخارج برجال المال الأعمال والسياسيين والطبقة المؤثرة في وسائل الإعلام والفاعلين في المشهد الفني وخاصة عالم هوليود.
ترمب لديه البيت الأبيض وأصوات ما يزيد على 77 مليون أمريكي يغضبون لغضبه، ولا يسألون لم غضب، ويأتمرون بأمره بشكل مباشر وذلك استثناء عن أي رئيس أمريكي سابق. ماسك تقريباً، أغنى رجل في العالم، لكن ترمب هو الرئيس الأقوى على وجه الأرض، ويبدو أن ماسك نسي ذلك لبعض الوقت فقط.
برأيي أنه على المدى الطويل، ما يحدث بين أمريكا والصين أو أمريكا وروسيا، والوضع الإقتصادي الأمريكي الداخلي، أهم بكثير من إذا كان إيلون ماسك، سينفصل عن التعاون مع الرئيس أم سيبقى.
أحد ميزات إيلون برأيي، أنه مقامر كبير وهجومه المتهور على ترمب في بداية الأمر، هو مقامرة ومغامرة كبيرة، لكنها ببساطة تعكس شخصية التاجر الملول والعصبي والذي شعر أنه تم خداعه.
أعتقد أن سيد البيت الأبيض قام بإستغلال ماسك بشكل مذهل وإستفاد منه كثيراً، وتلك أيضا طبيعة ترمب بإستغلال عدد من الأشخاص الفاعلين في الداخل الأمريكي قبل ماسك، ولن يكون إيلون الأخير، وإن كان الأكبر ضمن هذه اللائحة حتى الآن.
خسر إيلون ما يقارب 152 مليار دولار من القيمة السوقية لأسهمه في الأسبوع الأول، وتعرضت استثماراته لبعض الهزات هنا وهناك قبل أن تعود الأمور للهدوء النسبي حالياً.
برأيي إنها أزمة علاقات عامة فقط، ترمب رئيس وإيلون ليس رئيس وربما هذا ما لم يفهمه المشهد الإعلامي الإمريكي أو يصر على تجاهله في الحديث عن الصراع بين الرجلين لأسباب مختلفه.
برأيي أنه لا يزال هناك حلفاء لماسك في البيت الأبيض نفسه، رغم الفتور الحالي، وربما كان سليجأ ترمب لإيذاء ماسك ومهاجمته عن طريق بعض وسائل الإعلام وعن طريق وزارة العدل والقضاء الأمريكي والمحاكم ذاتها، ولكن بشكل ليس ظاهراً من خلال التحقيقات والاتهامات وربما يتم الحديث حول تاريخ ماسك وعلاقته بالمخدرات بشكل أكبر من التلميحات في الأسابيع الماضيه ولكنها تظل برأيي عتاب أحبه ليس أكثر.
ماسك هدد بعزل محطته الفضائية عن الخدمة، فما سيكون مصير تلك الأقمار التي تحتاجها كثيراً أميركا (الدولة)، خاصة في مثل هذا الوقت الحساس بالنظر للمنافسة مع الصين وروسيا في هذا المجال، شركة سبيس اكس تمثل نسبة 97 ٪ من فضاء الأقمار الصناعية في العالم وهذا مهم لإقتصاد أميركا.
ترمب هدد بمقاضاته وقد فعلها سابقاً مع خصومه وبالمقابل هدد ماسك كما أشرنا إلى ايقاف شبكته الصاروخية الفضائية. ليس هناك خيارات كثيرة لدى الحكومة الأمريكية ولا يمكنها الاعتماد على شخص واحد أو شركة واحده. قبل أن يهدء ماسك مؤخراً، كان لسانه حاله يقول (أنت لا تريد أن تراني غاضباً) حين أغضب أفعل الكثير.
الخلاصة برأيي كما قال ترمب إن المشكلة لديه لو أن ماسك أنتقده هو لكن أن ينتقد the beautiful bill فهذا غير مقبول، لأنها توفر مليارات على الخزينة الأمريكية.
وماسك يريد أن تمول الحكومة مشروعه للسيارات الكهربائية، وقال إنه لم يرى the bill ولم تعرض عليه، وتم تمريرها من وراء ظهره، يل قال إن أحد من أعضاء الكونجرس لم يقرأها، وهذا إدعاء أشك في صحته، إدعاء ماسك أن ترمب كان سيخسر الانتخاب من دون دعمه لا يعدو كونه تضخم في الذات لدى ماسك، فترمب لديه أصوات ملايين الأمريكان وكان سيفوز. أدرك ماسك أنه سيخسر، فسيكون من المحرج للجمهوريين الفاعلين، أن يلتقطوا معه الصور مجدداً، بعد أن هاجم البيت الأبيض، وقد كانوا يدافعون عنه قبل أيام، وترمب كان يقف قبل أيام أمام سيارات تسلا، ويقول إنه لم يرى شركة سيارات ناجحة خلال ال 30 عام الأخيرة مثل تسلا، في الصورة الشهيرة أمام البيت الأبيض.
صرف ماسك 300 مليون دولار دعماً لحملة ترمب والمقربين منه، وبرأيي لن يتم صرف نفس المبلغ على الديمقراطيين مستقبلاً، وأن كلامه عن دعم الديمقراطيين لاحقاً، ضرب من عتب الحبيب على حبيبه، وإن كان دعم الديمقراطيين سيكون خطراً آخراً تواجه الإدارة الأمريكية، لو كان ماسك جاداً.
يعتقد البعض أن هذا الأمر مخطط له منذ البداية من إيلون ماسك وترمب نفسه كنوع من الدعاية لتجارته على أنه الرجل الذي خرج منكسراً من البيت الأبيض، ويحاول أن يستعيد مجده، لكن هذه النظرية برأيي خاطئة، لأن ماحصل لا يخدم الأثنين وخاصة ماسك.
من شاهد يوم الجمعة العشرين من يونيو ٢٠٢٥، كلام ماسك وحديثه قبلها بيوم، يدرك أن زوبعة الفنجان أنتهت، وأن الطلاق كان؛ وهنا صنعته صحافة أميركا وإعلامها اليساري خاصة، وسنرى قريباً عودة المياه لمجاريها بشكل أو بآخر و(أن الحب للحبيب الأول).
أ. دحام العنزي
@dahham2030
عضو جمعية إعلاميون