مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

“الذكاء الاصطناعي” و”التوستماسترز”.. من يتفوّق؟

 

في زمنٍ تُسابق فيه الخوارزميات أفكارنا، ويقترح الذكاء الاصطناعي علينا الكلمات، بل ويصوغ لنا خطبًا متقنة البناء… يظهر سؤال شجاع في أروقة التوستماسترز:

هل يمكن للآلة أن تهزم الإنسان في فن الإقناع؟

في نادينا، حيث ترتجف الأصوات وتتماسك الأرواح، وحيث تُولد الخطابات من رحم التجربة، لا من محرك بحث، نقف أمام تحدٍ حضاري جديد…
ذكاء اصطناعي يُحلل، يُنقّح، يُقترح، ويقارن… لكنه يفتقر إلى ما لا يُبرمج:

نبض الإحساس. صدق القصة. ارتجاف النبرة حين تتحدث عن شيء يمس قلبك.

التوستماسترز ليس مجرد منصة لتعلم الخطابة، بل هو ساحة لصقل الإنسان نفسه، لترويض الخوف، لبناء الثقة، ولتعلّم الإصغاء قبل الإلقاء.

نحن لا نتحدى الذكاء الاصطناعي لنثبت تفوقنا عليه في سرعة الكتابة أو في فصاحة التعبير، بل لنُثبت أن هناك ما لا يمكن نسخه أو برمجته:
وقفة الصمت التي تسبق الاعتراف.
دمعة فلتت بين جملة وأخرى.
ضحكة صادقة من قلب الجمهور حين يراك تتلعثم وتُكمل بابتسامة.

نعم، نستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة. نطلب منه أن يكون مرآتنا، مساعدنا، محررنا…
لكننا لن نسمح له أن يسلبنا فن التواصل الحقيقي الذي يُبنى من تجارب الحياة، لا من الأكواد.

ليس التحدي بيننا وبين الذكاء الاصطناعي…
بل التحدي الحقيقي: أن نستخدم التقنية لنصبح نسخة أكثر إنسانية من أنفسنا

فدع الذكاء الاصطناعي يُتقن الحسابات…
ودعنا نحن نُتقن الدهشة.

دع الآلة تُنقّح الخطاب،
ونحن نُضيف إليه الرجفة في الصوت، والنور في العين، والصدق في النبرة.

فما زال الإنسان هو من يمنح للكلمة وزنها،
وما زال الصمت بين الكلمات… أبلغ من كل الخوارزميات.

وفي النهاية،
لسنا في سباقٍ مع الآلة…
بل في رحلةٍ نحو ذاتٍ تتحدث بثقة، وتُلهم بصدق، وتترك أثراً لا يُنسى
تحدّي… ليس بيننا وبين الآلة، بل بيننا وبين أنفسنا

في زمنٍ باتت فيه الكلمات تُصاغ على لسان آلة، لا ترتجف ولا تشهق،
وفي عالمٍ يتسابق فيه الذكاء الاصطناعي ليكون معلّمنا، مرشدنا، كاتبنا، وحتى صوتنا حين نرتبك…

أسأل نفسي بصوتٍ خافت:
هل يمكن للآلة أن تتقن ما لم يُخلق للتقنية؟
هل تُجيد الإنصات لأنين الصمت حين نتحدث؟
هل تلتقط تلك الرعشة في أعيننا حين نحكي عن تجربة لم ننجُ منها تمامًا؟

في نادي التوستماسترز لا نُدرّب أصواتنا فقط،
بل نُربّي قلوبنا على أن تخرج من قوقعة الخوف،
أن نقف أمام جمهورٍ لا يسمع صوتنا فحسب… بل يقرأ أرواحنا.

نعم، قد تُقدّم لنا الآلة مساعدة تقنية،
تقترح بداية لخطاب، أو تصقل جملة، أو تحذف تكرارًا…
لكنها لا تستطيع أن تزرع في خطابنا تلك الحرقة التي تأتي من تجاربنا، أو تلك الدمعة التي تحترق ولا تسقط.

الختام…
الذكاء الاصطناعي قد يُتقن اللّفظ…
لكننا وحدنا مَن يُتقن الصدق.

وقد يُجيد بناء الجملة،
لكن وحدنا من يُجيد بناء الجسر من القلب إلى القلب.

نحن لا نتحداه لنهزمه…
بل لنُثبت أن بعض المهارات لا تُعلَّم…
بل تُعاش، وتُولد من داخلك حين تؤمن أن الكلمة إذا خرجت من القلب… وصلت، وإن لم تُتقنها الآلة.

 

أ. هناء الخويلدي
‏@Hana69330082
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop