مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

‏هوس الشهرة في منصات التواصل الاجتماعي!

منذ أن أطلّت علينا منصات التواصل الاجتماعي، تغيّر شكل المجتمع بشكل مذهل. فقد تهافت عليها الكبير والصغير، المتعلم والجاهل، العاقل والمتهور، بحثًا عن “الشهرة السريعة”، تلك التي لا تحتاج إلى علم أو موهبة حقيقية، بل فقط كاميرا وهاتف وإنترنت.

‏ظهر ما يُعرف بـ “اليوميات”، وهي نافذة مفتوحة على حياة الناس الخاصة، لم تترك شيئًا خلف الأبواب، بل وصل الأمر إلى عرض تفاصيل غرف النوم! ومع الأسف، أصبح بعض الأشخاص يعرضون حياتهم وعائلاتهم بلا أي وازع من عقل أو حياء، حتى أن بعضهم صار يفضح نفسه وأهله علنًا، بعد أن كان يُستر داخل بيته. فكما يُقال: “في السابق، المجنون لا يعرفه إلا أهله، أما اليوم فقد أصبح نجمًا على الشاشات!”

‏ومع مرور الوقت، يتحول هذا السلوك إلى حالة من الهوس المرضي، تؤثر على شخصية الفرد وتدفعه للقيام بأعمال لا تليق، قد تصل إلى السقوط الأخلاقي، فقط من أجل الحصول على “تفاعل” أو “لايك”.

‏بل إن بعضهم وصل إلى حدّ السخرية من والده أو جدّه أو أمه ليضحك الناس! فهل هذه هي القيم التي نريد أن نُظهر بها مجتمعنا؟

‏والأدهى من ذلك، حين يدخل الأطفال في اللعبة! تجد البعض يستخدم أبناءه كبضاعة إعلامية، يصنع منهم محتوى ترفيهيًا، غير مدرك لخطورة هذه المرحلة من العمر التي تحتاج إلى حنان وتربية، لا كاميرا وضغوط نفسية.

‏وهناك من يستغل أصحاب الإعاقات، أو المحتاجين، أو حتى المصابين بعاهات، ويجعلهم أداة لصناعة محتوى، لا لشيء سوى أن يُقال عنه “مؤثر” أو “مشهور”.

‏فمتى يقف المجتمع؟
‏متى نقول “كفى” لصناع المحتوى الذين أساؤوا لصورة الأسرة والمجتمع والدين؟
‏متى نعيد الشهرة إلى معناها الحقيقي، القائم على القيمة لا الفضائح، وعلى الرسالة لا المهزلة؟

 

‏د. علي السلامة
‏@tamimi3035
‏عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop