الأجهزة الذكية تهدد وتغزو الطفولة، لكونها سلاحًا ذا حدين، في ظل غياب الآباء وانشغالهم غير المبرر تجاه المسؤولية المشتركة لحماية الأطفال من المجهول، لتجنب المحظور في عالم أصبح الأطفال فيه يشاهدون الكثير من البرامج المفتوحة.
من خلال الأجهزة التي يمتلكونها بعيدًا عن مراقبة الآباء، يدخل الأطفال في عالم مختلط من السلبيات والإيجابيات، ولكن الطفل لا يدرك ما الضار وما النافع في زحام المحتويات المنتشرة بالأجهزة، من خلال المقاطع التي تحوي مشاهد خادشة.
التسيّب والإهمال من قبل الآباء يعرض الأطفال إلى تسمم عقلي وفكري، وانحلال أخلاقي، من خلال المكوث الطويل على الأجهزة، والإفراط في متابعتهم لما ينظرون إليه، وما يُدسّ من أفكار وعادات قد يؤدي إلى سلب براءتهم.
أو إصابتهم بأمراض تؤثر على صحتهم الجسدية، والتي يشتكي منها البعض ممن أدمنوا على الأجهزة، وتعرضهم لأمراض العيون من ضعف أوجفاف، وتجعلهم في حالة توتر وعدم اتّزان جسدي، وإفراط في الحركة، وأمراض الأعصاب و الشحنات الكهربائيه.
هناك من يهب الأجهزة للأطفال كأداة بقصد اللعب والتسلية لتجنّب الإزعاج الذي يصدرونه، أو لإسكاتهم، أو لتلبية رغبتهم نتيجة إلحاحهم، وإرضائهم باقتنائها. فمهما كان المقصود، لا تهلك أطفالك بيديك، فتبدأ حياتهم بالعشوائية نحو عالمٍ مجهول.
إلى تبعات أخرى من الأمراض المحتملة التي قد تؤثر عليهم، كالقلق والعصبية والأمراض النفسية والكثير. هل أصبح الأطفال عرضة لمجموعة من الأمراض بسبب الإهمال وعدم وعي الآباء واستهانتهم المفرطة؟ قد تصبح خطرًا على حياتهم.
واكتساب سلوكيات غير سوية ربما تؤثر على نموهم الطبيعي، وتجعلهم في عزلة وانطواء في المجتمع، وتهدم القيم منذ الصغر. المؤثرات الخارجية غير السوية هي أحد الأسباب التي تسلب الأطفال براءتهم وتجعلهم في حلقة مقلقة.
أطفال يمتلكون أجهزة ذكية ويجلسون أوقاتًا طويلة دون مراعاة أو انتباه من أحد الأبوين، يجعلهم منقطعين عن المحيطين بهم، في ظل انعدام المسؤولية. أطفالكم في أعناقكم، فحافظوا عليهم من أخطار قد يقعون فيها.
أ. منى الثويني
Manooo1129@
عضو جمعية إعلاميون