مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

يا معالي وزير الإعلام.. أنقذوا مهنة الإعلام؟

الإعلام ليس مجرد لقب يُطلق على كل من يملك كاميرا أو حساباً في وسائل التواصل الاجتماعي، بل هو مهنة عريقة تقوم على رسالة سامية وأهداف واضحة. الإعلامي هو ذلك الشخص الذي ينقل الأخبار والمعلومات ويصنع المحتوى عبر مختلف المنصات (التلفزيون، الإذاعة، الصحف، أو الإعلام الرقمي)، ملتزماً بالمصداقية والاحترافية.

الإعلامي الحقيقي هو صحفي أو مذيع أو مراسل أو منتج أو معلق، يسعى للتأثير في الجمهور والتفاعل معه من خلال محتوى هادف وموثوق. يمتاز بالثقافة الواسعة، والنزاهة، والقدرة على التحليل، إضافة إلى الثقة بالنفس والكاريزما، ومهارات التواصل والكتابة والإلقاء. كما أن الإعلامي لا يتوقف عن تطوير أدواته ومعرفته، لأنه مؤمن أن رسالته أمانة ومسؤولية.

أما ما نراه اليوم فهو تمييع للمهنة وتشويه لصورتها؛ إذ أصبح البعض يطلق على نفسه لقب “إعلامي” وهو لا يستطيع صياغة جملة صحيحة، ولا يجيد أبسط قواعد اللغة العربية، ولا يحمل أي أدوات مهنية تؤهله. نراهم يكتبون (لاكن) بدل “لكن”، ويظهرون بلا رسالة واضحة سوى البحث عن شهرة عابرة. هؤلاء ليسوا إعلاميين، بل مجرد ناقلين وصانعين لمحتوى شخصي عبر “سناب شات” وغيره.

الفارق كبير بين الإعلامي المحترف وصاحب الحساب الشخصي. الإعلامي يعمل وفق ضوابط مهنية ورسالة وطنية، أما “السنابي” فهو صاحب محتوى ترفيهي أو شخصي، قد يجذب المتابعين ولكن دون أن يلتزم بميثاق المهنة أو يضيف قيمة حقيقية للمجتمع.

معالي الوزير، إنقاذ الإعلام يبدأ من حماية المهنة من الدخلاء، وإعادة الاعتبار لها عبر التأهيل، والتشريعات، والتمييز الواضح بين “الإعلامي المحترف” و”المشهور العابر”. فالإعلام هو صوت الوطن، ومهنة بحجم الوطن، لا تليق إلا بمن يحمل رسالتها بحق.

 

د. علي السلامة
‏@tamimi3035T
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop