مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

طفلي عنده توحد!؟

مع بداية دراستي للماجستير، في التدخل المبكر ودراسة الاضطرابات النمائية، أيقنت كثرة الممارسات الخاطئة في مجتمعنا؛ إذ أصبح اضطراب طيف التوحّد شماعة يعلّق عليها كل من يرى سلوكاً غير مألوف عند طفل، فيسارع إلى تصنيفه وتشخيصه بعبارة: “عنده توحد”
أصبح الكثيرون – مع الأسف – يربطون مجرد تأخر في نطق الطفل، أو حركة زائدة ومتكررة، أو خجلاً، أو عزلة، أو غير ذلك… بالحكم والتشخيص السريع: طفلك مصاب بالتوحّد! وذلك من دون علم أو معرفة أو اختصاص.
وقد أثقل ذلك كاهل الوالدين، فأصبحوا في حيرة وصراع بين التصديق والإنكار؛ بل إن بعضهم أسرع بحمل طفله إلى العيادات والمراكز، ومنهم من تلقّى تشخيصاً متعجّلاً وبدأ بتناول العقاقير واتباع خطة علاج!
وللأسف، فإن هذا التسرّع يضر بالطفل أولاً وبأسرته ثانياً، وتكون المصيبة أكبر إذا جاء التشخيص والحكم من مدرسة الطفل.!
إن اضطراب طيف التوحد أبعد بكثير من هذه الأحكام المتسرعة؛ فالتوحد ليس كلمة عابرة تُقال، أو وصفاً يُطلق على كل طفل لمجرد ملاحظة تأخره النمائي، أو تحدٍّ سلوكي عارض لأسباب معينة، أو اختلاف عن أقرانه، أو عن نمو أخيه قبله، بل هو اضطراب نمائي عصبي معقّد يحتاج إلى تقييم دقيق من متخصصين، ولا يُشخَّص بمجرد ملاحظة سطحية أو مقارنة غير عادلة
همسة أخيرة: أطفالنا أمانة، وأرواحهم حساسة. فلنترك التشخيص لأهله.
ونصيحتي لكل مربٍّ: ارجع إلى خصائص النمو الطبيعي للأطفال في جميع مجالات النمو، وإذا لاحظتَ تأخراً نمائياً عند الطفل مقارنة بالطفل الطبيعي، فابحث عن الأسباب: هل هي صحية، أم جسدية، أم نفسية، أم ظروف بيئية، أم غيرها من العوامل؟ وذلك قبل إصدار أي تشخيص.
ثم خطط لأنشطة وخبرات تدعم طفلك في مراحل نموه المبكرة، وخاصة من الولادة حتى عمر ثلاث سنوات، حيث يحتاج الطفل إلى بيئة غنية وداعمة لنموه.
فسنوات الطفولة فرصٌ ذهبية، ومنها ينطلق الأساسُ المتين للتعلّم والنمو.

 

أ. حصة القبلان
‏@h66227662
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop