مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

“منول”.. الخبل ما يعرفه إلا أهله!

قديماً، كانت البيوت تعجّ بالخبول، وكان الله ساتر عليهم في بيوتهم، وكان أهلّه يحاولون إن ما يظهر خباله ولا يطلع صيته، وكانوا حريصين ما يعرف بخباله إلا أهله. ويغطون عليه ما؟يخلون أحد ينفرد فيه، فتلقاهم حوله يراقبونه، ويغمزون له لا يهرّج ويفضح نفسه.
وكان بعضهم يزوجونه على أنه عاقل وسوي، وما يدرون أهل العروس إلا بعد ما يقع الفأس في الرأس. ومع ذلك، كانت الأسر تصبر وتتحمل، خوفًا من كلام الناس، ومخافة أن يُقال: “بنتهم مطلقة”، فكم من أسرةٍ انغشّت بخبل!

أما اليوم، فقد تغيّر الحال، وصار الخبل ما يحتاج أحد يعرف الناس عليه، هو يُعرّف نفسه بنفسه، ما عاد يحتاج أحد يفضحه، فوسائل التواصل الاجتماعي كشفت ستر كثيرين.
صار يبثّ خباله على الناس، في المقاطع والسنابات ،يضحكهم تارة ويثير شفقتهم تارة أخرى، فنعرفه قبل أن يعرفنا.
بل أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي نافذةً يطل منها الخبل على المجتمع، يعّرف بنفسه من دون عناء، والمجتمع من حوله يشجعه ويصفق له! ويبحثون عنه ليتسلوا فيه ويقضون أوقات فراغهم متابعين حساب هذا الخبل على منصات التواصل!

وصدق من قال:
(منول الخبل ما يعرفه إلا أهله… واليوم الخبل عرّف خباله كل الناس.)

 

د. علي السلامة
‏tamimi3035T@
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop