في زمنٍ ازدحمت فيه الشاشات وتداخلت فيه الأصوات، أصبح الوصول إلى الحقيقة أشبه بالبحث عن ضوءٍ صغير في نفقٍ طويل من الضجيج.
لم يعد الإعلام مجرد وسيلةٍ لنقل الخبر، بل أصبح ساحةً يتقاطع فيها الفكر والوعي، ويتشكل فيها اتجاه الرأي العام، وتتحدّد من خلالها صورة المجتمع عن ذاته.
وسط هذا الزحام، يبرز أولئك الذين اختاروا أن يكونوا «صُنّاع الضوء».
لا يبحثون عن شهرةٍ عابرة، ولا يلهثون خلف التريند، بل يحملون رسالةً في أقلامهم وعدساتهم، يعرفون أن الكلمة الصادقة قادرة على أن تُعيد ترتيب الفوضى في العقول، وأن تُرمّم ما هدمه العبث في النفوس.
صُنّاع الضوء هم الذين يُدركون أن الإعلام مسؤولية قبل أن يكون مهنة، وأن كلّ حرفٍ يُقال هو وعدٌ بالصدق أمام الناس.
يُؤمنون أن دورهم ليس أن يُثيروا الجدل، بل أن يُثيروا التفكير. ليس أن يُبالغوا في الصورة، بل أن يُعيدوا للواقع جماله الحقيقي دون زيف.
في زمن العتمة، لا يُقاس الوهج بعدد المشاهدات، بل بقدرة المحتوى على أن يُحدث أثرًا.
قد تمرّ كلماتهم بهدوء، لكن أثرها يبقى عميقًا، لأنهم يكتبون من ضوء قلوبهم، لا من وهج الأضواء حولهم.
هؤلاء هم من يعيدون الثقة بين المتلقي والإعلام، ويجعلون الرسالة تعود إلى معناها الأول: الوعي، والإصلاح، والإلهام.
*الخاتمة:
في زمن يغمره الصخب وتختلط فيه الأصوات، يكفي أن يحمل كل منا شعلة صغيرة من الصدق والوعي.. ليكون الإعلامي الحقيقي من يضيء الطريق للآخرين، بكلمة هادفة، بفكرة تبقى، وبأثر لا ينطفئ.
أ . خيرية حتاته
Khairiah_Writes
عضو جمعية إعلاميون