مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

المتقاعد.. هل انتهى دورك؟

 

نسمع من البعض أحياناً وسط زحمة الحياة العملية، كلمات جارحة تُقال بلا تفكير مسؤول، مثل: -متقاعد أيش وراك ؟ ماوراك شي- !! .

عبارات تختصر إنسانًا كاملًا في لحظة توقف وظيفي، وكأن قيمته كانت محصورة فقط في بطاقة عمله، أو مكتبه، أو حتى في كرسيّه!
هذه النظرة ليست فقط قاصرة، بل مجحفة أيضًا.

فالتقاعد ليس النهاية، بل انتقال لمرحلة مختلفة من العطاء.
فبعد سنوات طويلة من الجهد، يستحق الإنسان أن ينال راحته، ويعيش وقته وفق اختياره وميوله…
بل إن كثيرًا من المتقاعدين يبدؤون مشاريعهم الخاصة، أو يتفرغون لهواياتهم، أو يشاركون في الأعمال التطوعية، أو يوجهون خبراتهم لتطوير الأجيال الجديدة.

ولكن تلك النظرة التقليدية التي تساوي بين الإنتاجية والعمل الوظيفي فقط، تُهمل جوانب أعمق من القيمة الإنسانية.
فالمتقاعد لا يزال يملك مخزونًا كبيرًا من الحكمة، والرؤية، والدروس الحياتية التي لا تُدرّس في الجامعات.

المجتمع الواعي هو من يعرف كيف يستثمر هذه الخبرات ويحتفي بها، بدلًا من تجاهلها أو تقليلها.

ختامًا… التقاعد ليس تقاعدًا عن الحياة، بل عن جدول الوظيفة فقط.
وما زالت الحياة تمنح للمتقاعد فرصًا جديدة ليبدع، يُلهم، ويُعطي من قلبه، لا من راتبه أو مكتبه.

همسة:
لا تقس قيمة الإنسان بوظيفته فقط، فبعض العطاء لا يُقاس بالراتب أو المنصب، بل بالأثر الذي يتركه في القلوب والعقول.
فالمتقاعد لا يزال قلبه وعقله ينبضان بالحكمة، والخبرة، والمعرفة، وقادر على العطاء بسخاء.
فلندعمهم ونشجعهم ونحفزهم ، ونذكرهم بأن دورهم لم ينتهي بل بدأ أجمله ، ونذكر أنفسنا بأننا في يوماً ما سنتقاعد مثلهم ، فدوام الحال من المحال.

 

أ. مرفت طيب
@mervat4682
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop