عجباً لمن يحمل في قلبه ضغينةً أو حقداً، ويثور غضبًا على مواقف قد لا يدري صاحبها أنها آلمته أو أزعجته.
كم من تصرّف بسيط يصدر من إنسان بعفوية وتلقائية، فيُفسَّر على نحوٍ خاطئ، ويُبنى عليه حقدٌ لا مبرّر له.
قد يتخذ أحدهم قراراً يخص حياته وحده، شأناً من شؤون نفسه، لا يقصد به إساءةً لأحد، لكن هناك من يجعل منه قضية، ويتأمل فيه، ويُفسّره على هواه. والأسوأ من ذلك أن تصبح حياة الآخرين وأخبارهم محور الحديث اليومي، يُنقّب فيها الناس بحثًا عن الزلات والقصص، وكأنها مادة للتسلية أو المقارنة.
وللأسف، نرى هذا المشهد يتكرر كثيراً، خصوصًا في المجالس النسائية، حيث تُستنزف المشاعر في تتبع أخبار الغير وتحليل تصرفاتهم.
رفقًا بأنفسكم ومشاعركم… فذلك الذي تتحدثون عنه منشغل بحياته، يسعى لأهدافه، وربما لم يخطر بباله مطلقاً ما يدور في أذهانكم. يتصرف بعفوية، وبقلبٍ طيب، بينما أنتم تستهلكون طاقتكم في الغضب والضيق والظنون.
إن هذا الاستنزاف العاطفي لا يؤذي إلا صاحبه، فينعكس على صحته، وعلى نظرته للحياة، وعلى علاقاته بالآخرين.
ثم يبدأ التساؤل: لماذا تغيّر فلان؟ لماذا لا يشاركنا الحديث والضحك كما كان؟ هل تعمّد تجاهلي؟
وتبدأ دوامة التحليل والافتراضات التي لا نهاية لها، بينما الحقيقة ربما أبسط بكثير.
ما أجمل الوضوح والشفافية بين الناس! اذهب إلى من ضايقك وقل له ما تشعر به بصراحة وأدب. اسأله، ناقشه، افهمه…
فالكلمة الصادقة ترفع الحواجز، وتطفئ نار الظنون، وتزرع الطمأنينة في القلوب. رفقًا بأنفسكم، فالحياة قصيرة، وأثمن ما فيها هو صفاء القلب وسلام الروح.
أ. حصة القبلان
@h66227662
عضو جمعية إعلاميون