في لحظة تكتب نفسها في سجل التاريخ، يقف سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على عتبات البيت الأبيض، لا بوصفه ضيفًا عابرًا، بل كقائد عربي يصنع ملامح مرحلة جديدة من الحضور السعودي في قلب القرار العالمي. إنها زيارة تتجاوز بروتوكولات السياسة المعتادة؛ زيارة تحمل في طياتها رسائل سيادية، ودلالات استراتيجية، ورؤية دولة تمضي بثبات نحو مركز الثقل الدولي.
لقد أصبحت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده، لاعبًا رئيسًا في هندسة توازنات العالم، ولذلك يأتي هذا اللقاء في واشنطن محمّلًا بثقة المملكة في رؤيتها العميقة، وبحضور قائد يتقن لغة الحاضر ويصنع ملامح المستقبل. فحين يلتقي الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، فإن العالم بأسره يصغي إلى صوت دولة تعرف أين تقف وإلى أين تتجه، دولة اختارت أن تبني دورها لا عبر ردود الفعل، بل عبر صياغة المبادرات وصناعة الفارق.
إن فخامة المشهد لا تكمن في ceremonial اللقاءات ولا في صور الاستقبال البروتوكولية، بل في ثقل الملفات التي يحملها سمو ولي العهد، وفي قدرة المملكة على مزج سياستها الثابتة برؤية متجددة تليق بعصر يتبدل بسرعة. فهذه الزيارة تعكس التحول العميق الذي تقوده المملكة في مستويات الاقتصاد، الطاقة، الأمن، وسياسات الشراكة الدولية، وتؤكد أن السعودية اليوم ليست مجرد دولة محورية، بل ركيزة استقرار وبيت قرار في المنطقة والعالم.
وفي ظل عالم تتقاطع فيه المصالح وتتشابك فيه التحولات، تأتي هذه الزيارة لتجسد عمق العلاقة السعودية الأمريكية، علاقة تُعاد صياغتها بلغة الندية واحترام المصالح المشتركة، حيث يلتقي القائدان على طاولة توازنات إستراتيجية تمتد من الخليج إلى واشنطن، ومن أسواق الطاقة إلى خرائط الأمن الدولي.
إن حضور سمو ولي العهد في البيت الأبيض ليس حدثًا سياسيًا فحسب، بل هو تجلٍّ لمكانة المملكة الجديدة؛ مكانة تصنعها رؤية 2030، ويعززها قائد يتمتع بجرأة القرار، واتساع الأفق، ووضوح الهدف. حضور يعيد رسم صورة المملكة في الذهن العالمي بوصفها دولة تتقدم بثبات، وتفاوض بثقة، وتبني شركاءها من موقع قوة لا من موقع انتظار.
وفي كل خطوة يخطوها الأمير محمد بن سلمان في أروقة البيت الأبيض، يرافقه إرث دولة عريقة، وطموح شعب يعتز بقيادته، ومستقبل يتشكل تحت يديه. إنها زيارة تحمل روح السعودية الجديدة: قوية، راسخة، مؤثرة، لا تساوم على مصالحها ولا تتردد في اتخاذ مكانها الطبيعي بين القوى الكبرى.
إنها لحظة اعتزاز لكل سعودي، ومشهد يليق بقائد استثنائي يكتب اليوم صفحة أخرى في سجل حضور المملكة العالمي، صفحة عنوانها: السعودية أولًا… والعالم يصغي.
أ. صالحه الحربي
salha0987@
عضو جمعية #إعلاميون