مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

” إعلاميون” تنظم لقاءها الثاني”مستقبل مؤسسات الإعلام التقليدية في زمن الرقمنة”

15/2/2022

نظمت “إعلاميون” ضمن برنامج اللقاء الثاني ضمن سلسلة لقاءات “حديث إعلاميون”، لقاءً بعنوان “مستقبل مؤسسات الإعلام التقليدية في زمن الرقمنة” بمشاركة الدكتور مطلق المطيري أستاذ الصحافة بجامعة الملك سعود المشرف على كرسي الإعلام الجديد، والدكتورة ناهد باشطح المتخصصة في الإعلام الرقمي، والدكتور فهد الدوسري المتخصص في الإعلام والاتصال والمستشار بوزارة الإعلام الكويتية، والأستاذ موفق النويصر رئيس تحرير صحيفة مكة، والأستاذ زيد كمي مساعد رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط، والأستاذ مشعل الوعيل عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود والمشرف العام على منصة الرياض اليوم، وأدار اللقاء الدكتور بندر الجعيد أستاذ العلاقات العامة بجامعة الملك عبدالعزير.
ومن جانبه قال الأستاذ مشعل الوعيل إننا انتقلنا من وضع الصحافة الورقية إلى عصر الإعلام الرقمي والصحافة الرقمية و أن الصحف الموجودة حاليا لم تنضج بشكل جيد، ولا تقدم نموذج صحافة الكترونية بقدر ما تقدم نشر إلكتروني، و هذا أسهم في ضعف مدرج الصحف الإلكترونية علاوة على ذلك عدم وجود مادة متفردة في الموقع الإلكتروني يختلف عن الصحيفة الورقية وهذا أسهم بشكل كبير حتى في عدم قبول المعلن بذلك. مبينًا أنه من الإشكاليات التي تواجهها كثير من الصحف الإلكترونية حقيقة أنها لا تمتلك صُنّاع محتوى بل يتعامل مع ما ينشر في وكالة الأنباء و ما ينشر من الجهات وينشرها عبر وعاء الموقع الموجود عنده وهذا بدون أدنى شك عنصر ليس جاذبًا للمتلقي، فالمتلقي اليوم يبحث عن محتوى مختلف سواءً في صحيفة أو قناة أو إذاعة؛ لأن القنوات والإذاعات ليست بمعزل عن هذا الخطر، إذا أن هذه الوسائل لم تجوّد محتواها في الوسائط المتعددة، فالإذاعة لا بد أن تقدم مادة مرئية وحساب التلفزيون لا بد أن يقدم مادة احترافية مرئية ومسموعة والصحف كذلك . مشددًا على وجوب أهمية ابتعاد المؤسسات الإعلامية عن الهاجس والخوف المتعلق بالتحول إلى الإعلام الرقمي والمنصات الرقمية وتنظر لها بنظرة إيجابية، اذ أنه متى ما قُدّم المحتوى بشكل جيد ومتى ما قدم أيضًا بمادة مرئية مميزة يمكن أن يكون جزءًا من مداخيل المؤسسات الإعلامية ومن الاستثمار الجديد للمؤسسة.

ومن جهتها بيّنت الدكتورة ناهد باشطح
أن استخدام الإنترنت يعزز من استخدام الصحف الرقمية، لكن المفارقة العجيبة أنه يوجد لدينا البنية التحتية التكنولوجية قوية ومع ذلك لا يوجد لدينا تحول رقمي في الصحف بينما في دول أخرى لا تمتلك البنية التحتية التي لدينا لديها تجاربها في التحول الرقمي فالقضية قضية فكر لا أكثر فالبعض غير مدرك لأهمية استخدام البيانات والذكاء والاصطناعي والخوارزميات. مشيرةً أن التحول الى الصحافة الرقمية ليس بالمستحيل وهناك العديد من التجارب الناجحة على مستوى العالم، فمتى ما تم اتخاذ القرار الجاد والحازم بالتحول إلى الرقمنة فسيكون لنا نجاحاتنا المتميزة كوننا نمتلك البنية التحتية الجيدة لذلك.

وفي السياق ذاته أشار الدكتور فهد الدوسري إلى أن الوصول إلى الإعلام الجديد أسهل وأسرع من التقليدي، كما كان تدفق المعلومات والحصول عليها في الإعلام الجديد أكثر وأسرع من الإعلام التقليدي في كل الاتجاهات، سواء في إرسالها واستقبالها وغيرها من الأمور، إذ أن الإعلام الجديد يغلب عليه طابع اللامركزية ويعتمد على المجهودات الفردية أو الجماعات المصغرة ولكن أدوات ومضامين الإعلام الجديد قد تتفوق في هذا المجال نظرًا لتنوعها وجاذبيتها. لافتًا إلى أن مستقبل المؤسسات والإعلام التقليدي لديها القدرة على تجاوز هذه الأزمة. مشيداً بتجربة عدد من الصحف الخليجية التي سبقت في هذا المجال ونجحت تجربتها على مستوى العالم العربي. مؤملاً أن تحذوا بقيت الصحف حذوها وتتخذ القرار بالتغيير وتقدم ما هو أفضل من أجل التطوير لا من أجل الصراع على البقاء.

فيما أكد الأستاذ موفق النويصر أن المؤسسات الصحفية ليست مؤسسات تقليدية هي تحاول الآن في ظل الضغوطات التي تمر بها. موضحًا أن هناك عوامل كثيرة تسببت في وضعها الحالي، وأعتقد الإرادة موجودة ولكن الإرادة وحدها غير كافية إن لم تكن مدعومة بميزانيات تستطيع أن تسخر جهدها للاستفادة من كل الأنماط الصحفية الجديدة. منوهًا بأن المؤسسات الصحفية في ال 20 سنة الأخيرة نجحت في صناعة كوادر صحفية ممتازة ومميزة لكن للأسف هذه الكوادر انتقلت للعمل مع الجهات الحكومية وبالتالي فرّغت جزءًا كبيرًا من كفاءات المؤسسات الصحفية وفقدت الكثير من الكفاءات التي كانت ستسهم في هذا الانتقال مبكراً. مهاجمًا المواقع الإلكترونية والمشاهير في وسائل التواصل الاجتماعية لسرقتها جهود المؤسسات الصحفية فكل من يمتلك أداة في يده يستطيع أن يسطو على محتوى المؤسسات الصحفية وبالتالي يستفيد منه دون أن يكون هناك أي مردود لهذه المؤسسات.

بينما أوضح زيد الكمي أن الإعلام هو الاعلام وأن الخلاف الحاصل ما هو إلا على الوسائل الحديثة والوسائل القديمة، فالتقنية لم تؤثر على الإعلام بحد ذاته بل أثرت على وسائل الحياة بشكل كامل، وما تواجهه مؤسسات الإعلام في السعودية ما هو إلا تأخر في اتخاذ القرار. مشددًا أنه يجب على المؤسسات الإعلامية تحديث الأنظمة؛ حتى تتواكب مع ما يحدث من تطورات في هذا المجال وتستطيع اللحاق بالركب في ظل دخول مؤسسات عالمية ضخمه إعلامية واستثمارية في هذا المجال غيّرت المفهوم بشكل كامل وجعلته يقوم على عدد من الأهداف وليس فقط على الإعلانات كما في السابق .

وعلى صعيد متصل أكد الدكتور مطلق المطيري
أن الخيار الرقمي فرض نفسه على المؤسسات الإعلامية ولم يترك لها فرصة الخيار أو الاستعداد والتكييف مع هذا التحول، فالتحديات طالت مستوى الصناعة بشكل عام فتغيَرت المعادلة الإعلامية وتغيّرت معه المهنية إلى الممارسة، فالممارس هذا يكون ممارسًا مستقلًا لوحده مثل ما يسمى الآن المشاهير أو مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي التي أعطتهم الفرصة أو قدمت لهم هذه التقنية، فرصة الظهور وفرصة الانتشار حتى لو أنه فيه مآخذ على البعض مثلا من الناحية القيمية ومن ناحية الأخلاقية على صناعة المحتوى لدى هؤلاء المشاهير ولكنهم تمكنوا من الوصول والانتشار، فالصحافة والإعلام مع هذا التغيير تغيّر فيهما الكثير من المفاهيم وأصبحت جزءًا من كل صناعة وإذا أردنا إنقاذ الصحافة في ظل هذه المتغيرات علينا أن نفكر في التخطيط والاستثمار في هذه الوسائل كالمؤسسات والتطبيقات وغيرها.

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop