في ليلة رمضانية إعلامية أكد فيها أكاديميون رواد جمعوا بين الممارسة المهنية والعمل الأكاديمي بمجلس الرواد الذي نظمته ”إعلاميون” تحت شعار ” تجارب وآثار” ضرورة سد الفجوة بين الأكاديمية والممارسة المهنية، مقدمين حلولًا عملية لردم هذه الفجوة، وساعين لوضع وصفة إبداعية للارتقاء بالإعلامي السعودي حتى يتواكب مع رؤية المملكة، بحضور الدكتور سعود الغربي رئيس مجلس إدارة الجمعية وعدد من أعضائها والمهتمين بالشأن الإعلامي والثقافي والأكاديمي وذلك في قاعة الفعاليات بمجمع الجمعيات بالرياض.
قال الدكتور سعود الغربي رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون” : نحن في “إعلاميون” نعتز بمشاركة الإعلاميين جميعا، فالجمعية جزء من لا يتجزأ من المجتمع واجبها في تعزيز مبدأ الشراكة بين الجمعيات وتكريم وسائل الإعلام والاعلاميين السعوديين التي تُعدُّ بيت لكل الإعلاميين على مستوى المملكة إذ تجاوزت فروعها العشرة فروع وتعمل الآن على إنشاء ثلاثة فروع في عدد من المحافظات الحيوية والتاريخية بالمملكة.
ومن جانبه قال الدكتور عبدالرحمن الهزاع: إن الإعلام لدينا يحتاج إلى إعادة هيكلة وإعادة نظر فالإعلام التقليدي أصبح اليوم بالمرتبة الثانية في ظل التمدد السريع للإعلام الجديد فالواجب علينا في ظل هذا الاكتساح العمل على انتشال الإعلام التقليدي وإيصال صوته إلى الجميع من خلال التنسيق مابين المؤسسات الأكاديمية، وترشيد القبول حتى يكون هناك توازن بين هذه القطاعات؛ كي تستوعب أعداد الخريجين، ويتم تدريبهم وتأهيلهم، فالمزج مابين التأهيل الدراسي والتدريب العملي يسهم في تطوير الإعلام وتطوير الاعلامي الذي يقوم بهذا العمل، فالتدريب على رأس العمل يتلمس احتياجات الفرد ويساعده على التطوير والإبداع فيما يعمل . مشددًا على أهمية استقطاب وسائل الإعلام أن الشخص الذي يعشق العمل الاعلامي ولديه شغف وتشجعه على ذلك من خلال إبراز نتاجه وإظهاره للجميع فمتى ما رأى الاعلامي نتائج عمله ظاهرة تشجّع و أبدع أكثر وقد لامسنا ذلك خلال ممارستنا للإعلام.
وطالب الهزاع جمعية إعلاميون بالتعاون مع أصحاب الخبرة العمل على أفكار ومخرجات تطويريه تساهم في حل مشاكل الإعلام ومعاناته و تعرض على صاحب القرار.
ومن جهته أشار الدكتور حمزة بيت المال إلى أن
الإعلام بجوانبه الثلاثة المهني والعلمي والفني يواجه صعوبات منذ القدم وهذا لاجديد إذ أن الإعلام يُعدُّ هو المدون لتاريخ البشرية فعلى الأكاديمي أو حتى الممارس أن يعمل على تخطي هذه الصعوبات .
كما أن البنية التحتية اليوم للعمل الإعلامي في المملكة انتظمت سواءً من أقسام الإعلام أو الجمعيات الإعلامية والمؤسسات المجتمعة، و أصبحت أفضل مما هي علية سابقًا و حاضرة كلٌ في مجال تخصصه.
بينما أكد الدكتور عبدالملك الشلهوب أن
الإذاعة والتلفزيون لا تزالا مكبلتين بالأنظمة التي تحكمها، وتحتاج إلى الاستقلالية ، وتوزيع الدخل الإعلاني. كما لابد من أن يعطى الشاب الثقة والتشجيع؛ ليبدع ويتميز. لافتًا إلى أنهم قد علموغ دراسة حالة على قناة الإخبارية ووجدوا أن الميزة فالتي كانت موجودة فيها هي إعطاء الفرصة للشباب ليدعوا ويقدموا شيئًا مميزًا في الإعلام السعودي ولذلك يرزوا من خلال العمل على انفسهم بالتدريب وتعلم المهارات التي تساعد في صناعة المحتوى. موضحًا أن مفهوم الإعلام وطبيعته تغيّرت في هذا العصر بحيث لم يعد حكرًا على المؤسسات الإعلامية الكلاسيكية حيث استحدثت وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت في متناول اليد فدخل متعاملون جدد في مجال إنتاج الإعلام وتخزينه وتوزيعه لم تكن لهم علاقة سابقة بوسائل الإعلام الكلاسيكية ما جعل القيمة التبادلية للإعلام تطغى على القيمة الاستخدامية في ظل تحول البنية الاقتصادية للمؤسسة المنتجة للإعلامي القائمة على الطلب وليس العرض.
فيما قال الدكتور علي الخضيري عندما كنت مسؤولًا في الإذاعة كانت الرؤية أن تتحول الإذاعة والتلفزيون إلى مؤسسة؛ لكي تخرج من القيود التي تؤخر العمل من خلال لائحة المكافأت التي لاتشجع الكفاءات والتي كانت تفرق بين مذيع الإذاعة والتلفزيون، وتم إعداد مشروع في ذلك الوقت لتحويلها إلى مؤسسة أو هيئة ورفع الموضوع ولكنه توقف. فلما انتقلت إلى مجلس الشورى عملنا على هذا الأمر حتى تم إقراره وتنفيذه بعد ذلك. مشددًا على أهمية التدريب في شتى مجالات الإعلام ومن ذلك: إجادة اللغة العربية للمذيعين.
ومن جانبه يرى الدكتور إبراهيم الصقعوب أن التوسع في الأقسام الإعلامية هو في اعتقادي أكبر خطأ في حق الإعلام، فالمنافسة بين الجامعات وفتح الكثير من أقسام الإعلام لم يقدم للإعلام السعودي إضافة جديدة، والاستمرار في هذه الأقسام بوضعها الحالي هو خطأ استراتيجي لا يتوافق مع رؤية المملكة، فعلى الجامعات والمؤسسات الإعلامية العمل على تطوير النظرة من الموظف بأنه ليس موظف تكلفة بل هو موظف استثمار، فتطوير موظف الإعلام جزء أساس من تطوير الإعلام .
ومن جهته أبان الدكتور عبدالله الحمود أن هناك تحديات هيكلية مهنية في مهنة الإعلام لايمكن تجاوزها بسهولة، كما أن هنالك فجوة بين دراسة الإعلام وممارسته عمليًا لم يتم التعامل معها لا على المستوى المهني ولا المستوى الأكاديمي.
وفي السياق ذاته يرى الأستاذ سليمان العيدي أنه
لايمكن تطوير المؤسسة الإعلامية بهذا الزخم البشري الكبير في ذلك الوقت فكان ذلك العدد الكبير عائقًا في التقدم بالعمل والتطوير في البرامج؛ لذلك كان العمل صعبًا جدًا في تلك الفترة إلا بتقليص عدد العاملين غير العاملين وغير المميزين.
ومن فيما قال الأستاذ محمد التونسي: هناك تصنيف يرى أن هناك توازن مابين المهنيين والأكاديميين ، واعتقد أن مشكلتنا أننا نتطرف لرأي دون آخر حتى بعض المسؤولين في الاعلام. مطالبًا أقسام الإعلام في الجامعات بزيادة ساعات التدريب العملي للخريجين. لأنهم يأتون للعمل وهم غير مؤهلين فيتطلب تدريبهم فترة أطول على حساب العمل.
بينما أبانت الدكتورة سارة القريني أن المجالات القيادية في الوزارات من الأفضل أن يقودها متخصص في الاستراتيجيات ويفتح الضوء للهاوي للممارسة على ضوء هذه الاستراتيجيات ، كما أن مجال الإعلام مجال غزير . ومثال في المجال الدبلوماسي والإعلامي بطبيعته دبلوماسي ولكن ليس كل دبلوماسي إعلامي. لذلك أرى أن من المناسب أن الإدارات الإعلامية يقودها متخصص في الإعلام لوضع الاستراتيجيات، ويفتح المجال للهاوي للعمل في ظل الاستراتيجيات.