31/1/2022
نظم مركز “إعلاميون ” للاستشارات الإعلامية لقاءً علميًا بعنوان “القضايا المعاصرة في البحوث والدراسات الإعلامية في المملكة”، بمشاركة كل من : الأستاذ الدكتور محمد الصبيحي أستاذ الاتصال في كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والدكتورة رانيا الشريف أستاذ الإعلان والاتصال التسويقي في كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والأستاذ مشعل الربيعان خبير في الاتصال الموسسي، وبإدارة من الدكتور سعود الغربي رئيس مجلس إدارة جمعية “إعلاميون”، وذلك في مقر المركز بحي الملقا بحضور مجموعة من المهتمين بالشأن الإعلامي.
في البداية أبان الأستاذ سعود القحطاني المشرف العام على المركز أن هذه الندوة تُعدُّ الأولى للمركز وستكون باكورة العمل بالمركز، وحرصنا أن يكون هذا اللقاء العلمي الأول للمركز تحت هذا العنوان المهم والذي يناقش القضايا المعاصرة للإعلام في المملكة وذلك نظرًا لأهمية التي يقوم عليها هذا الموضوع وبما يمثله بما يخدم المركز أو المهتمين في الدراسات والبحث العلمي في جانب الإعلام ، وكذلك يهمنا جمعيا أن يكون هذا مؤشرًا إعلاميًا لانطلاقة نوعية للمركز على جميع المستويات .
ومن جانبه أكد الأستاذ الدكتور محمد الصبيحي أنه
توجد علاقة طردية غير متكافئة بيت تطورات تكنولوجيا الاتصال وتوظيفها على مستوى مجالات الإعلام والاتصال المختلفة وتتضاعف هذه الفجوة في البيئة العربية والدول غير المنتجة للتقنية ومن أبرز التطورات التكنولوجية في هذا الاتجاه تكنولوجيا الواقع الافتراضي والواقع المعزز وأنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي ، وفي ضوء ذلك برزت اتجاهات علمية ومهنية عدة تناقش مجالات استخدام هذه التقنيات في مجال الاعلام والاتصال. ودراسات الصحافة الاستقصائية والتفسيرية وصحافة الرأي وصحافة البيانات التفاعلية وصحافة المواطن في إطار المراجعات العلمية والمهنية لإعادة بناء الهوية الإعلامية وإعادة تعريف الصحفي والأدوار الرقابية للإعلام ومخاطر مهنة الصحافة عالميًا. والعودة إلى صحافة الرأي وهو ما يعرف بتيار اللا رواية الذي يجمع بين التقنيات الأدبية والتقنيات الصحفية لإنشاء سرد قصصي وانتعاش الصحافة الساخرة .
التوجه نحو مفهوم الاندماجات الرقمية عبر دراسات تطور الصحافة وانقراض الصحافة الورقية والدراسات المستقبلية للمهنة . مبينًا أن التوجه نحو مفهوم المهنة السائلة أو الصحافة السائلة وهو ما يشير إلى أن الصحافة بمفهومها التقليدي لم يعد له وجود وأن الصحافة تعني التفاعلية وإدارة المعلومات الكبيرة وتعددية الإنتاج والتوزيع والقراءة أي أن الصحفي لابد أن يجيد جمع الأخبار وتحريرها والتقاط الصور الثابته والمتحركة وتحريرها وربطها بالبيانات ذات العلاقة لتصبح موضوعًا صحفيًا تفاعليًا مشفوعًا بالانفوجرافيك الجذاب المناسب . لافتًا إلى أن الاتجاه نحو تطبيقات الصحافة الغامرة وهي شكل من أشكال الصحافة يمنح المشاهد تجربة الوجود في قلب الحدث والانغماس في القصة الصحفية عبر الاستعانة بمزيج من التقنيات ثلاثية الأبعاد، وكذلك تطبيقات الواقع المعزز في الإنتاج الإعلامي والإعلاني عبر تقنيات تندمج مع الواقع الفعلي ولا تفصل المستخدم بشكل تام عن الواقع، بالإضافة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي في نمو مضطرد ومن أبرز مجالات الاستخدام الحالية : الصحافة الآلية لإنتاج قصص إخبارية من البيانات الضخمة وتوزيعها عبر المنصات الرقمية ، وإدارة المحتوى الرقمي وتنظيم وتحسين شبكات التوصيل وجودة البث وفهم تفضيلات الجمهور، والتصوير الآلي وإنتاج برامج الطقس والتعليق الرياضي، والتوصية بالمحتويات المفضلة والتعلم العميق والتعرف على والوجوه وبرامج التصدي للشائعات والأخبار المزيفة، وبرامج الدردشة الألية والتعامل مع البيانات الضخمة وتقنيات تخصيص المحتوى الرقمي للأفراد. وتقنيات البلوك شين : وهي سلسلة الكتلة وهي سجل رقمي موزع مفتوح يسمح بنقل الملكية من طرف إلى آخر في الوقت نفسه دون الحاجة إلى وسيط مع تحقيق درجة عالية من الأمان لعملية التحويل ويمثل أكبر قاعدة بيانات موزعة عالميًا بين الأفراد.
وأضاف الصبيحي أن من استخدامات تكنولوجيا الواقع الافتراضي في مجال الإعلام : الصحافة الغامرة الذي يناقش إمكانية استخدام أجهزة الواقع الافتراضي لأغراض صحفية بهدف إيجاد إحساس من جانب الجمهور بأنهم موجودون في الحدث عبر تطوير ممرات القصص الإخبارية بالاستفادة من التكنولوجيا التفاعلية لإيجاد صلة بين الجمهور. وهذا شكل من أشكال الصحافة يمنح المشاهد تجربة الوجود في كل الاحداث، للانغماس في القصة الصحفية بالاستعانة بمزيج من تقنيات الألعاب ثلاثية الابعاد. وكذلك تقنيات الواقع المعزز وهي تقنيات تندمج مع الواقع ولا تفصل المستخدم بشكل تام عن الواقع وهي بذلك تختلف عن الواقع الافتراضي الذي يعزل المشاهد عن الواقع ولها تطبيقات متعددة خاصة في مجال التسويق والبيانات. مشيرًا إلى أن من متطلبات المرحلة الراهنة : التقارب بين الصحافة المطبوعة والصحافة الالكترونية، وتشجيع الصحفية لإنتاج قصص إخبارية، والتدريب والتعليم والتوطين للصحافة بالذكاء الاصطناعي في التحول إلى صحافة رقمية، وكذلك تعزيز الابتكار والابداع في بيئة العمل، وتطوير برامج التعليم والتدريب الإعلامي في المجالات المتطورة لسد الفجوة بين التسارع للتكنولوجيا واستخداماتها الإعلامية .
ومن جهتها أشارت الدكتورة رانيا الشريف إلى أن العوامل الثقافية والاقتصادية أصبحت تتغير وتتجدد وهذه المتغيرات تحتاج إلى دراستها بشكل كبير؛ لكي نفهم كيفية الوصول للمستهدف، في ظل توجه المملكة إلى البيئة والمدن الخضراء أصبح التسويق البيئي والتسويق الأخضر مهم ويبني علاقة بين الشركات والمؤسسات والمجتمع ؛ لتكون بيئةً آمنةً، وهذا المجال مهم ويمكن أن يساعد على توفير قضايا تتقاطع مع وجود تسويق آخر يسمى التسويق الاجتماعي، وفي ظل تأسيس المركز الوطني للمؤسسات غير الربحية لدينا العديد من القضايا الاجتماعية تستطيع الشركات أن تتبناها وفيها مجال للباحثين لدراستها . مشددةً على أن التسويق بالمحتوى يحتاج جهود كبيرة من الباحثين في تحديد معاييره وأن يكون مؤثرًا في المجتمع. مبينةً أنه للمواءمة بين عمل الاكاديميين والممارسين للإعلام يجب أن يكون هناك محاولة تكامل ما بين تلك الجهود العلمية والبحثية وذلك في مصلحة تطوير الممارسة المهنية وتعزيز مستوى الأداء المهني في سوق العمل . كما ينبغي أن ننظر إلى البحث العلمي والعمل الأكاديمي والتعليم والتدريب على أنه يقدم المهارة في قالب مثالي ونموذجي، ويجب على المتدرب أن يطبق هذه المهارة ولا ينساق خلف الممارسات فقط .
بينما يرى الأستاذ مشعل الربيعان أن هناك فجوة كبيرة بين الأكاديميين والممارسين الإعلاميين سواء الذين يعملون في الإعلام بشكل مباشر أو ممارسين يشغلون مناصب إعلامية وتسويقية حيث أن الدراسات الأكاديمية منفصلة عن الميدان والممارسة المهنية انفصالًا كليًا. لافتًا إلى أن له أكثر من عشرين عامًا في الممارسات المهنية في الإعلام ولم يتواصل معه أحد من الأكاديميين ليعطيه رأيًا أو مشورةً أو ليأخذ منه دراسة جدوى إعلامية. موضحًا أن التغيرات التي تحصل بوتيرة متسارعة وعدم وجود المتخصصين في مجال الاستشراف لما قد يحصل من أزمات إعلامية أو حتى الفرص التي قد تأتي في صالح الوسائل التي على نطاق المنشآت أو على نطاق المناطق أو حتى الدولة ، ولذلك لدينا فرص ورسائل إذا تم معرفة وتوقع ما قد يحصل ومعرفة مكامن الخلل أوجدت الحلول . مؤكدًا أن المحتوى التسويقي والقوى الناعمة لم يُعمل فيها بشكل كبير ، وحيث أن لها كتب ودراسات ومتخصصين وبالإمكان الاستعانة بهم لإيصال الرسالة الصحيحة .