17/7/2022
عندما تطأ قدم الحجاج القادمين من العراق وبلاد الشام أرض الجوف متجهةً نحو الأراضي المقدسة ملبين ومكبرين تبدأ رحلة أبناء المنطقة بشرف خدمة ضيوف الرحمن يتقدمهم في ذلك صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير المنطقة وكافة القطاعات العسكرية والأمنية ومديري الإدارات الحكومية والمنتسبين للكشافة والجوالة من الطلاب بل والمواطنين الذين يتسابقون لنيل هذا الشرف ولا يتوقف دور أبناء الجوف عند استقبال الحجاج في المنطقة بل يتوجهون نحو الأراضي المقدسة لمتابعة ما بدأوا به تاركين أهاليهم ومتجاهلين الفرح بعيد الأضحى؛ لإدراكهم أن خدمة ضيوف الرحمن أكبر عيدٍ لهم وهناك تبدأ قصصٌ من التفاني والعمل الجاد لتحقيق تطلعات ولاة الأمر يحفظهم الله بتمكين ضيوف الرحمن من آداء مناسكهم بيسر وسهولة فتتقسم الأدوار وتُوزع المهام بين عاكف على تفويج الحجاج بمساعدة رجال الأمن وآخر مكلف بإرشاد التائهين وآخر يرش الماء رذاذاً على الحجاج لكسر حرارة الشمس وهناك في أقصى المشهد من يحمل على ظهره حاجاً مسناً لا يقوى على الحركة وكل ذلك يتم وسط فرحة لمقدم الخدمة وما أن ينتهي الحج لمن تعجل في يومين أو تأخر في يومين إلا ويعودون لأهاليهم محملين بدعوات الحجاج ورضا ولاة الأمر وراحة نفسية عما قدموه وما يلبثون أن يبدأوا استعدادتهم للحج في العام المقبل .
إن هؤلاء الذين نتحدث عنهم ليسوا من كوكب آخر لكنهم غابوا وغُيِّبوا عن المشهد يوم تصدر مشاهير السوشيال ميديا بتفاهاتهم وزبدهم الذي سيذهب جُفاءً ولعل من نافلة القول أن أتقدم باقتراحٍ لسمو أمير المنطقة رئيس لجنة الحج بأن يقام حفل سنوي بعد نهاية كل موسم حج بتكريم أبناء المنطقة المشاركين من موظفين مدنيين وعسكريين وطلاب ليكون ذلك حافزاً لهم ودافعاً لغيرهم للمشاركة في مواسم قادمة ويكون للقطاع الخاص دور في المساهمة في التكريم وسيكون هذا الحفل نواةً ستتبناه بقية المناطق ويكون قصب السبق به لمنطقة الجوف .