28/12/2021
كلٌ يرى الأشياء من منظوره،ويفسر الأحداث حسب ظنونه فيحادث الأشخاص من مفهومه، وتتأثر آراؤه بقدر همومه، والتي تلعب بأفكاره وتجعله يغيّرها ويغيّر قناعاته كما يفعل مع هندامه.
فآراؤه منطقية، وأفكاره عملية، وانطباعاته إيجابية، إن كان سعيداً هانئ البال.
وتعليقاته سخيفة، وأفكاره مخيفة، ورؤيته ضعيفة، إن كان تعيسًا أو متعب الحال.
ونفسيته تلعب دورها الفعّال في أفكاره، ومزاجيته تتأثر بلا جدال في أفعاله.
فما يحبه اليوم سيكرهه غداً إن غضب.
وما يفعله الآن سرًا سيرفضه بعد حين جهرًا إن رغب.
وما يراه الآن ضوءًا ونورًا سيعيشه في يوم ظلام سرمد إن غرب .
فليست العين من يغيّر الصورة، ولا الظن الذي سيجعلها في أجمل صورة، لكنها الظروف التي تطغى فتبطش بنا إن ساءت، وتهدأ وتضحك لنا إن زانت.
ونحن بين جنبيها تتلاعب بنا كيف شاءت.
تتجاذبنا في كفيها فنميل إن الحياة بنا مالت.
فأي سلاحٍ تهددنا به ظروفنا لنطيعها مهما قالت.
وأي ممسك لها علينا فتذلنا به إن استطاعت.
وأي نقطة ضعف تراها بنا، فتستغلّها إن استحالت.
لِمَ لا نتمتع بالقوة التي تجعلنا نحاربها.
ولِمَ نضعف لها ونطيعها ونجاريها.
ولِمَ نترك لها القيادة ونحن نستطيع أن نتحكم بها.
ولِمَ نسلّمها السيادة، وبيدنا أن نغيّرها أو نغيّر فيها.
ليست ظروفنا من صنعتنا، ولكننا بأيدينا صنعناها.
لدينا اليوم فرصتنا سنندم إن أضعناها.
لنطوّعها لرغبتنا، فنجعلها لنا عونًا إن حقًا فعلناها.
نغيّر فيها ما نقدر، ستضعف إن نسيناها.
فكيف الظرف يسلبنا، حياة لسنا نحياها.
حياتي طوع رغباتي، فإن ضاعت، فنحن من قتلناها.