16/8/2022
أستحي أن أقول إنني كنت عائشًا ومتعايشًا مع وسطنا الرياضي. أستحي أن أقول إنني كنت إعلاميًا رياضيًا وكاتبًا في الشأن الرياضي، أستحي من سحنتنا الرياضية السلبية الباهتة التي ارتضت أذناب البقر، وباعت دينها بعرض من الدنيا من أجل كرامة ” جلد منفوخ”.
ألسنا نقول إننا مجتمع لنا خصوصيتنا ثم طعنا هذه الخصوصية في الخاصرة؟
ألم تكن أقلامنا وألسنتنا تنادي بالنزاهة والعدالة ثم ذبحناها من الوريد إلى الوريد؟
أستحي من سحنتا الرياضية التي غسلت ملامحها بمرقة، وخذلتنا عند تطبيق القيم واللوائح والأنظمة، نعم ! أستحي من إعلام يؤجج علاقات ناديين عريقين مثل الاتحاد والنصر، وأخرجوا المنافسة الشريفة من المستطيل الأخضر إلى دهاليز المكاتب واللجان والبيانات، ونشر الحقد والكراهية حتى وصل دم المناوشات الجائرة للركب.
أستحي من قيادات رياضية عجزت عن حماية أنديتها من الفوضى المالية، ومن الديون التي صفرتها مكرمة دولة حكيمة ثم عادت بشبحها المخيف لتقود بعض الأندية السعودية نحو حبل المشنقة على مصطبة “محكمة الكأس” التي عجزت عن حل كوم قضايا الرياضة السعودية حتى تدخّل الاتحاد الدولي لتحذير الأجهزة الفنية واللاعبين المحترفين من التعاقد مع الأندية السعودية.
أستحي من إعلام يصف مفاوضات الاتحاد مع حمدالله بأنها لا أخلاقية، ويرفض وصف مفاوضات الممرات بذات الصفة. أستحي من إعلام يكيل بمكيالين، ويتعاطى قضايا وسطنا الرياضي بزوايا حادة، وأحيانًا مدببة، وأحيانًا منفرجة، وأحيانًا مثل هاتف العملة!!!
أستحي من قنوات فضائية، ومن كوم من الإعلاميين فجروا في الخصومة، وزرعوا الشوك في طريق علاقات الأندية. أستحي من هياط أندية تترك اللاعب حتى يدخل الفترة الحرة ثم إذا وقع لنادٍ منافس أعادوه بطريقة فجة، وبطريقة تصل إلى المجاهرة بالمعصية بقذف ملايين الريالات للاعبٍ كان سيوافق على البقاء بنصف ما دفعوه كما حصل في قضيتي خميس، وكنو.
أستحي من اتحاد قدم بقضه وقضيضه عجز عن إصدار قرار بمنع التعاقد الداخلي والخارجي ما لم تتم التسوية المالية للملغية عقودهم. أستحي من اتحاد قدمٍ يسمع ويرى مشاكل تفتت وحدة رياضتنا، وهو قادر على إجبار الأندية على مفاوضة في زمن محدد أو وضعه على قائمة الانتقال والسماح لكل من هب ودب مفاوضته في السر والعلن قبل الفترة الحرة للاستفادة من انتقاله ماديًا. أستحي من لجان تُعاقب الأندية على أخطاء، وتجاوزات اللاعبين والمفروض تضع في لوائحها وعقود المحترفين خصم على كل مباراة توقيف 5% من عقد اللاعب، ترى ماذا لو خصموا من عقد بانينقا 20% من عقده بدل توقيفه أربع مباريات يتضرر منها الشباب وماذا يستفيد النصر من وقف حمدالله تسع مباريات والمفروض خصم 45% من حقوقه.
أستحي من وسط رياضي وإعلام رياضي يكذب، ويتحايل ويزين اللف والدوران في وضح النهار، ويعلم تمامًا أن جميع الانتقالات التي تتم في وسطنا الرياضي للأندية الخمسة الكبار تتم قبل دخول اللاعب الفترة الحرة ودليل هذه القضايا منها وفيها ، ولا تحتاج شواهد ولا تحتاج كذب أو تحايل.
أستحي من ملاسنات تصل للقذف، والاسفاف. أستحي من محترفي نبش الماضي بما يوغر الصدور ويسكب زيت الفتنة على نار علاقات وسطنا الرياضي. أستحي ممن يتعمد الضرب تحت الحزام ويلعبون الثلاث ورقات تحت الطاولة. أستحي من إعلام انحرف 180 درجة؛ ليرتمي في أحضان نادٍ منافس من أجل إغاضة طرف ثالث. أستحي من إعلام يميل هنا وهناك وإذا مال الهوى مال حيث يميل. أستحي من إعلام يعيش مرحلة الانفصام، والتهافت على شمعة الضوء؛ ليحرق مشواره كله من أجل إلحاق الأذى بنادٍ آخر مهما كان الثمن. أستحي من إعلام عض اليد التي علمته حرف وحرفة الإعلام ومهنيته الشريفة.
أستحي من فكر بعض وكلاء اللاعبين وتسويق فكرة اللعب على الحبلين بطريقة لا تليق بمجتمعنا وخصوصيتنا. أستحي من هؤلاء الوكلاء وليتهم يقتدون بعقلية اللاعب أسامه هوساوي الذي قرر عدم التجديد للأهلي قبل الفترة الحرة واستمر مخلصًا للأهلي حتى حقق الدوري بعد غياب طويل ثم رحل للهلال بطريقة احترافية رائعة.
أستحي من أندية يضرب علاقاتها لاعب لم يخلص لمنتخب بلاده فكيف يخلص للأندية التي يلعب لها ويلعب عليها؟. أستحي من فساد الذوق العام وإفلاس الحلول السهلة بفكر إسلامي يرتبط بالمنفعة دون ضرر ولا إضرار. أستحي من ممارسة ربا “النجش” وتزيين بضاعة الصفقات التي تتحول إلى صفعات. أستحي من التجسس والتصنت والتسجيلات التي ستكون موضة الصراعات المقبلة فاستعدوا للفردة الثانية من حذاء النوايا السيئة ، واستعدوا لجولات بني خيبان!!!
الناشر: صحيفة الحدث الإلكترونية