مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

أهلاً بالعيد

28/4/2023

وها هي الأيام تتوالى ، و الأصوات تتعالى ، والهمم تتسامى ، والسباق إلى الله سبحانه وتعالى بخطوات ثابتة وأهداف عالية يترامى ، صياما مقبولا في شهر بالرحمات مشمولا ، وغفران من الذنوب بات مرجوا ومأمولا ، وخيرا كثيرا بطيب نفس رأيناه مبذولا ، ورضا من الله في يوم عيدنا حزناه مضاعفا ومضمونا ، وبأيدي ملائكة كرام محمولا ومنقولا ، رضي الله عنا بما كان منا فأرضانا بالآخرة والأولى … .
رضينا بالصيام فأثابنا بسخاء ، وتحملنا القيام فأحاطنا بالثناء ، وبذلنا المال فضاعف لنا الأجر وأجزل لنا العطاء ، وقضينا أوقاتنا في تدبر كتابه وتلاوة آياته ، فعطرها لنا برحماته وطيب نفحاته ، ولهج لساننا ذكرا ، فعاد علينا من الذكر عطرا ، وانحدرت من العيون دموع خشية بالوجنات تَحفُر ، فأشرقت الوجوه بنور هيبة على الهامات يظهر ، قدمنا الخير بأشكال وصور ، فجنينا الأجر بأرزاق تُجْرى ، وعقبات تُمحى ، ورغبات تُرجى ، وخيرات تُهدى ، وهموم تُنسى ، وآمال تُعطى ، وأموال تُمنح ، وأقفال تُفتح ، وأخبار تُفرح ، وذنوب تُمسَح ، قدمنا القليل في ميزان العطاء ، وجنينا الكثير من رب السماء ، سهرنا ليال معدودة ، ففتح لنا بها طرق كنا نراها مسدودة ، بكيناه خوفا ورهبة ، بقلوب بالإيمان رطبة ، لرضاه بحثا ورغبة ، فأبكانا فرحا بقربى ، لجنان بالآفاق رحبة ، برفقة وبخير صحبة … .
هو العيد بعينه ، عشناه فرحة لا توصف ، وجنيناه منحة لا تُكَف ، وأنهار من الرضا لا تجف ، فلم يعد في القلب خوف ، فالشيطان قد انصرف ، والملائكة فينا تحف ، ونسمات القبول في صباح العيد على الدنيا ترف ، ولرضا الله عنا تزف ، وكأننا على أبواب الجنان نقف ، وقد عجز اللسان عنها أن يصف ، فكل ما عملناه علمناه ، وكل ما قدمناه لقيناه ، وكل ما أضعناه وجدناه ، وكل ما خسرناه كسبناه ، وكل ما تركناه أعدناه ، وكل ما نسيناه ذكرناه ، وكل ما حلمناه حملناه ، وكل ما تخيلناه رأيناه ، وكل ما كان منا كان لنا فنلناه ، إلا الصوم كما عهدناه ، هو لله كما عرفناه ، وقد جازانا عنه بما رجوناه … .
فلك الشكر يا الله ولك الحمد …
ولك الفضل بلا حد أو عدد …
ولك الثناء بلا انتهاء أو مَرَّد …
فأي جود بعد جودك يا صمد …
صدق العظيم ، فالحقُّ أعطى ما وعد …
عيد تَفَرّد بالجمال ، فلم أجد للوصف بُد ..
في العيد تختلف الرؤى ، ولم يعد للعقل حد … ، للعيد شمس تحتها دفء وبرد ، وصباحه بالنور يكسو الأرض ورد ، ومساؤه يرنو بألحان و وجد ، في ليله نزهو بأثواب السعد ، أوقاته مُلئت بِحُبّ وامتزج هزل بِجَد ، وبه السعادة لا تفرق بين بنت أو ولد ، ماذا أقول لجاهل في فضله ، وهل هناك لمنكر في القول رد ، قد قالها الله الأحد ، كل عام عيدنا عند الإله كموعد وكما وعد ، كي يحتفي بضيوفه ، جلّ المضيف بعرشه ، واكتسى من نوره في الكون نورا بل يزد …. .
فكل عام إن نعد ، أنتم بخير ، والخير حلَّ بأمسنا، وجاءنا في يومنا، وقد يزرنا في غد أو بعد غد ، فالعيد عاد بخيره فامدد لعيدك ألف يد … .
( الله أكبر ) قالها في فجره ، كل عابد إن عبد ، قالها وأعادها ، سبع صداها في السماء وقد صعد ، ( الله أكبر ) في الصلاة عمادها ، فيها ترانيم تجوب الأرض رعد ، ( الله أكبر ) والطيور لقولها تسمع لها في العيد رد ، وأي قول بعدها إن كان للتكبير بعد … .
أرجو لكم للعيد عَوْد ، فالعيد إن عدنا يَعُد ، وليس للأعياد صد ، من ذا لعيدٍ قد يَرُّد ، حتى بعقلٍ لا تَرِد ، ومستحيل أن نجد ، فليس بعد العيد بعد ، وليس مثل العيد سعد … .
ولنا لقاء كل عيد ، كي نستعيد سعادة ، هبة الإله لكل من آمن به وله شهد … .

إيمان حماد الحماد
بنت النور

عضو جمعية إعلاميون

@bentalnoor2005

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop