في عالمنا المعاصر الذي تتقاطع فيه الثقافات وتتلاقى فيه الحضارات على نحو غير مسبوق تبرز قيمة إنسانية عليا لا غنى عنها وهي إحترام حضارات الشعوب الأخرى .ذلك الاحترام لا يعد ترفا ثقافيا ،بل ضرورة أخلاقية وإجتماعية لبناء عالم متوازن يسوده التفاهم والسلام والتعاون بين الأمم .
والاحترام أساس الحوار الحضاري
واحترام حضارات الآخرين يعني الاعتراف بتاريخهم وثقافاتهم ومعتقداتهم وتقاليدهم دون التقليل من شأنها أو السخرية منها .وهذا يشكل جوهر الحوار الحضاري الذي يمثل مقياسنا للرقي الإنساني في المملكة العربية السعودية .
وتعزز رؤية ٢٠٣٠ هذه القيم من خلال دعم المبادرات الثقافية والدينية التي تدعو إلى التسامح والتعايش المشترك.
أما عن كيف نحترم الآخر في الحوار
فعند الدخول في حوار ثقافي أو ديني أو حضاري هناك عدة ضوابط أخلاقية وسلوكية يجب مراعاتها ….
١-الاستماع الجيد ومنح الطرف الآخر فرصة للتعبير دون مقاطعة .
٢-عدم السخرية أو الانتقاص مهما اختلفت العقيدة أو الثقافة ،ويجب تجنب التقليل من شأن الطرف الآخر
٣-الاعتماد على الحقائق والابتعاد عن المعلومات المغلوطة والاعتماد على مصادر موثوقة .
٤-تفهم السياق الثقافي حيث لا يمكن فهم تصرفات الشعوب دون معرفة خلفياتهم التاريخية والدينية
ويعتبر الحوار الحضاري مرآة للأخلاق
إن الحوار الحضاري ليس فقط وسيلة تفاهم بل هو انعكاس لمستوى الأخلاق الذي يتحلى به الإنسان .فحينما الإنسان الاستماع إلى الآخر وتفهمه حتى مع الاختلاف فإنه يرتقي بنفسه وبمجتمعه إلى آفاق أوسع من التعايش والسلم .
وفي ظل التحديات العالمية من صراعات فكرية ودينية يصبح تعزيز هذا النوع من الحوار ضرورة لا خيارا وهو ما تسعى المملكة إلى ترسيخه محليا وعالميا انطلاقا من رسالتها الإسلامية والإنسانية .
وختاما …احترام الحضارات ليس تنازلا عن الهوية ،بل هو احترام للإنسانية جمعاء ،والحوار الحضاري الحقيقي لا يكون إلا عندما نتحاور بداية ونتبادل المعرفة بمحبة ونختلف بأخلاق.
أ. إيناس فرج
@einasswriter
عضو جمعية إعلاميون