مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

الأنشطة الطلابية  في ضوء “التعليم الشامل”

يشهد التعليم في المملكة العربية السعودية تطورًا نوعيًا يعكس التحول من الاقتصار على المحتوى المعرفي إلى تبني المنهج بمفهومه الشامل، الذي يوازن بين المعرفة والمهارة والقيم. وفي هذا السياق، جاء دليل الخطط الدراسية الإصدار الخامس للعام 1447هـ (2025م) عن المركز الوطني لتطوير المناهج ليؤكد أن الأنشطة الطلابية لم تعد مجرد مكوّن داعم للعملية التعليمية، بل أصبحت جزءًا أصيلًا من المنهج، يمارس الطالب من خلالها ما يتعلمه بصورة عملية وحياتية.
تطوير لا استحداث
الأنشطة الطلابية ليست جديدة على مدارسنا، لكنها في الإصدار الخامس نُقلت من كونها برامج مرافقة إلى كونها مكوّنًا منهجيًا له أهداف واضحة، ومجالات محددة، وفترات منظمة، مما يعزز دورها التربوي والتعليمي. فهي اليوم تمثل مساحة متكاملة لصقل شخصية الطالب، وتفعيل تعلمه، وبناء خبراته، في ضوء رؤية وطنية تستشرف المستقبل.
مجالات الأنشطة الطلابية
تضمّن الدليل الجديد تقسيمًا مطوّرًا لمجالات النشاط الطلابي، ليواكب حاجات العصر، ويخاطب أبعاد النمو المتكامل للطلاب:
1.مجال العلوم والتقنية: لتعزيز مهارات الابتكار، البحث العلمي، والذكاء الاصطناعي.
2.مجال المواطنة والحياة: لترسيخ الهوية الوطنية، والمسؤولية الاجتماعية، والعمل التطوعي.
3.مجال الثقافة والفنون: من خلال المسرح، والفنون التشكيلية، والتصاميم الإبداعية.
4.مجال النشاط الكشفي: لتنمية القيادة والانضباط وروح الفريق.
5.مجال الرياضة والصحة: لترسيخ العادات الصحية وتنمية القدرات البدنية والنفسية.
الفترات اللاصفية والأيام والمناسبات
ومن أبرز ملامح التطوير كذلك تنظيم الفترات اللاصفية بشكل ممنهج  وتشمل برامج خفيفة تهدف إلى صقل مهارات الطلاب وقيمهم، مثل:
القيم والذكاء الاجتماعي والعاطفي والأمن السيبراني.
كما يتم تفعيل الأيام والمناسبات الوطنية والعالمية ضمن خطة متكاملة، مما يجعل المدرسة بيئة نابضة بالحياة، وفضاءً رحبًا للتعلم والمواطنة والوعي العالمي.
الأثر التربوي الممتد
إن تطوير الأنشطة الطلابية لتصبح مكوّنًا منهجيًا يسهم في:
تحويل المعرفة النظرية إلى ممارسة واقعية.
بناء مهارات القرن الحادي والعشرين الإبداع، التعاون، حل المشكلات.
غرس القيم الوطنية والإنسانية عبر مواقف حياتية مباشرة.
جعل المدرسة أكثر جاذبية، وتحفيزًا للتعلم الذاتي والاستكشاف.
اخيراً إن دليل الخطط الدراسية الإصدار الخامس للعام 1447هـ (2025م) عن المركز الوطني لتطوير المناهج يمثل مرحلة متقدمة في مسيرة تطوير التعليم السعودي؛ إذ أعاد صياغة دور النشاط الطلابي ليصبح جزءًا من المنهج نفسه، يعزز تكامل المعارف والمهارات والقيم. وبهذا تتحقق الرؤية التربوية الشاملة التي تجعل من المدرسة بيئة متكاملة لبناء الإنسان، القادر على الإبداع والعطاء والمشاركة الفاعلة في نهضة وطنه ومواكبة التحولات العالمية.
أ. مها الثبيتي
‏@maha_thobaiti
عضو جمعية إعلاميون
شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop