مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

الإعلام.. سلطة على المكشوف

 

لم يعد الإعلام يعيش في الظل، ولم يعد الاتصال الرقمي وسيلة تواصل بريئة.
ما نراه اليوم ليس مجرد تطوّر في الأدوات، بل تحوّل جذري في موازين القوة.

منصات الإعلام الحديث لم تأتِ لتكمل الصورة، بل لتُعيد رسمها.
لم تعد المسألة: ماذا حدث؟، بل: من رواه؟ وكيف قدّمه؟
وهنا، تصبح المنصة أكثر من مجرد قناة، بل مركز نفوذ يُدار بالصوت، والصورة، والتوقيت.

الاتصال الرقمي اليوم ليس وسيلة.. بل ساحة.
من يملك المساحة، يُحدد الإيقاع.
ومن يُتقن الصياغة، يُصنّف الفكرة: تهديدًا، أو فرصة، أو مجرد إشاعة.

المشكلة أن الكثير من الأفراد والمؤسسات ما زالوا يتعاملون مع الإعلام وكأنه “مُكمل اختياري”.
بينما الحقيقة واضحة:
الإعلام اليوم هو غرفة القيادة.
التي تُدار منها العقول، وتتحدد عندها الانطباعات، وتُصنع من خلالها الاتجاهات.

أما الاستثمار في الإعلام، فلم يعد ترفًا نخبويًا، بل ضرورة استراتيجية.
إنه ليس فقط استثمارًا في صورة، بل في سلطة.
منصة صغيرة قد تُربك نظامًا، وتغريدة محسوبة قد ترفع سهمًا أو تطيح باسم.

والسؤال الأخطر:
هل نُحسن نحن -كأفراد ومؤسسات- فهم قواعد اللعبة؟
أم ما زلنا نبحث عن “الحياد” في مشهد لا يعرف الحياد أصلًا؟

من يُتقن قراءة البيانات، يفهم الجمهور.
ومن يقرأ الجمهور، يعرف من أين يبدأ التأثير.

الإعلام لم يعد مرآة للحدث، بل يدًا تكتب تاريخه.
والاتصال الرقمي لم يعد وسيلة لنشر الرأي، بل بيئة تصنع الرأي نفسه.
وجهة النظر :
لا أحد يُسامَح على تأخره في هذا المجال.
لا أحد يُنتظر ليأخذ فرصته.
الإعلام لا يعترف بالفراغ، فمن لا يملأه، يُملأ عنه.
“اللّي ما يسبق.. يُنداس.”
وهذه ليست قسوة… بل قانون اللعب الجديد.
الإعلام اليوم ليس مجرد وسيلة، بل هو ساحة صراع مفتوحة.
من ينجح في السيطرة على مفرداته، يسيطر على عقول الجمهور.
من يملك القدرة على صياغة الحقيقة كما يشاء، يملك مفاتيح القوة.

الزمن لا يرحم، والتأخير فيه معناه أن تتحوّل إلى متفرج في مسرح لا يعرف إلا أبطالًا صُنعوا من كلماتك وصورك.
فالذي يرفض التغيير، سيظل متأخّرًا عن الركب، في حين أن الذي يسبق، يكتب القصة ويصنع المستقبل.

الإعلام هو السلطة الحقيقية اليوم.
من لا يُتقن قواعده، يظل ضحيّة لمن يُتقنها.
والرسالة بسيطة: إذا كنت لا تصنع الإعلام، فأنت تُصنع به.

بقلم: هويدا المرشود
‏ahofahsaid111112@

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop