مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

الاعتدال الحاضر

16/5/2022

بادئ ذي بدء جميعنا مررنا بالفترة الزمنيّة السابقة المتشنجة دينيا واجتماعيا والتي افقدتنا الكثير من اعتلاء سلم القيادة عالميا، سواء على مستوى الاقتصاد والمشاريع الثقافية والإبداعية والمجتمعية والتعاملات الدينية الوسطية.

المخضرمون فقط هُم من عاشوا فترة الغلو وذكرياتها الصعبة وانتشار الأناشيد التحفيزية عبر أشرطة الكاسيت والكتيبات الصغيرة، والتي غسلت أدمغة الجاهزين للثورة الفكرية والتشدد الديني، لم نكن نعلم أن خلفها جماعات إرهابية مُنتحرة ضالّة، مسيرتنا اليوم غسلت غشاوة البصر وأعادت البصيرة التي عشناها منذ زمن وتأثرنا بها حيث كان البعض منا تابعين مسيّرين، حتى أجدادنا عاشوا الفترة الظالمة للمرأة على وجه الخصوص، حيث كانت المرأة فقط للانجاب وأعمال المنزل، بل البعض منهم حرّم التعليم لأن فيه خروج للمرأة من منزلها.. حقبة زمنيّة قاسية في حياة كل من عاصرها، ظهر لنا بعدها تيار الخلافة بِزعم الدواعش قَتلة الأبرياء، وحثّوا بعض النساء على الالتحاق بالجهاد المزعوم لتحرير الدول المسلمة وتعيين دولة للخلافة الإسلاميّة، فِكر ضال وجُرعات مسمومة أودت بحياة شبابنا وبناتنا، جميع من عاد تائباً قال بالحرف الواحد: “كُناّ مخدوعين حتى فقنا وعادت إلينا عقولنا، المشهد الدموي الذي رأيناه على يد هؤلاء المُجرمين لم ولن ننساه”، الحمد لله الذي أنعم علينا بالأمان والطمأنينة والوعي، بفضل الله، ثم بفضل قادتنا العظماء لطمس ومحو هذا الفكر والتيارات المضللة والملغّمة والمفخخّة تحت اسم الدين الاسلامي، وكما نرى اليوم في عصرنا الذهبي المتوّج برؤية “2030” بقيادة المُلهم سيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – عِشنا ديننا الوسطي الصحيح، أُعطيت المرأة حقوقها في شتى المجالات وظهر لنا علماء دين اعتذروا عن زمن الصحوة ومنهم الشيخ الدكتور عايض القرني الذي اعتذر في أحد اللقاءات عن الأخطاء التي قاموا بها سابقاً، وبدأنا نشاهد كُتّاب وكاتبات لا انحلال ولا تطرّف وعلماء دين يتسمون بالتدقيق والتحرّي عن أية فتوى سابقة واعادة حُكمها وحتى في الدراما السعودية شاهدنا كثير من المشاهد التي عرّجت على تلك الحياة الصحوّية المتطرفة والتي تركت في أنفسنا ندوبا وأثرا وشرخا لن يمحوه الزمن، الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – قال كلمته الشهيرة “لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالا ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال”، ديننا وسطي والمرأة كانت في عهد نبينا محمد عليه السلام تعمل راوية حديث ومعلّمة قرآن بل وكانت عائشة “رضي الله عنها” تداوي الجرحى وتركب الخيل، في تلك الحقبة حرّموا عمل الطبيبة بل وجعلوا ولي أمرها منبوذاً غير سوي! الحمد لله عدد ما تعاقب الليل والنهار على وطن السلم والسلام ودين إسلامي وسطي أصل فيه الأحكام السبعة: الواجب، والمندوب، والمباح، والمحظور، والمكروه، والصحيح، والباطل.

حقيقة متفائلة بهذة النظرة المُستقبليّة والرؤية السامية “2030” والتغيرات التي خدمت الفرد والمجتمع، لدينا مُستقبل زاهر بإذن الله ووعود من قيادتنا بالأفضل والأفضل.

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop