4/2/2022
اليوم العالمي للسرطان يوم يستحق منا جميعًا الوقوف عنده وتذكر أهميته، حيث تقام هذه الفعالية كل عام في يوم الرابع من فبراير لتجمع بين أشخاص من مختلف دول العالم يحاولون مقاومة مرض السرطان، ويهدف إلى توعية المجتمع بهذا المرض وحث الحكومات والأفراد على اتخاذ خطوات جدية تجاه هذا المرض.
وعلى هذا الدرب سارت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- بتنظيم عدة مبادرات توعوية من أجل تعزيز الصحة ودعم مرضى السرطان وأسرهم بجانب نشر الوعي بمرض السرطان ومخاطرة وسبل الوقاية منه وتحسين وسائل الكشف المبكر عنه، حيث أصبح للمملكة دور كبير في دعم العديد من البرامج الصحية التي تفيد صحة الفرد والمجتمع، حيث تم التعاون مع عدة جهات ومؤسسات طبية من أجل الكشف المبكر عن الأورام الخبيثة.
مجرد سماع كلمة السرطان له تأثير مرعب في مجتمعنا، فهذه الكلمة تتسبب في مخاوف وردة فعل قوية، حيث يكون التأثير النفسي والذهني الذي يحدثه هذا المرض راجع إلى نتائج سلبية وتهديدات لحياة الإنسان، لدرجة أن الأشخاص أصبحوا يستخدمون مصطلح آخر بدلًا منه “الخبيث” هذا المرض هو رحلة سماتها التعب واليأس، التأثير ليس على الجسد فقط، بل الآثار النفسية والضغوطات على المصابين وأهلهم تكون كبيرة، فليس من السهل تقبله وخاصة أنه يمهد إلى مرحلة الاكتئاب التي قد تقضي على المريض تمامًا، لكن على الرغم من هذا التأثير النفسي الصعب ألا أن هناك بارقة أمل كبيرة لدى مصابي هذا المرض الخبيث، بداية العلاج تبدأ من مرحلة قبول المرض والتأقلم معه ليست مرحلة سهلة لكنها تحدٍ حقيقي لكل المصابين بهذا المرض لابد من المواجهة وواجب علينا وعلى أسرهم وعلى كل فرد في المجتمع أن يقدم لهم الدعم النفسي والمعنوي الذي يساعدنا جميعًا في محاربة هذا المرض الخبيث.
هذا بجانب تحمل العلاج الكيميائي فهو السم الواهب للحياة، مما لا شك فيه أنه أصعب ما يمر على مريض السرطان هو تناول جرعة العلاج الكيميائي إلا أنه يكون السبيل الوحيد لمواجهة هذا المرض.
واستكمالًا إلى جهود المملكة الرامية نحو زيادة الوعي بخطورة هذا الورم الخبيث، تم تكثيف الحملات التوعوية من أجل رفع الوعي لدى المجتمع والحد من خطورة توغل المرض داخل جسم الفرد، فهو كالوحش الكاسر يصعب مقاومة في حالة التمكن من جسم الإنسان.
ومن هنا تبرز أهمية اليوم العالمي لمكافحة السرطان، فهو اليوم الذي تعمل فيه المؤسسات والجهات الصحية على التوعية بضرورة الكشف الدوري عن السرطان بأنواعه المختلفة.
وبفضل الجهود الوفيرة لدى المؤسسات الحكومية للمملكة استطاعت أن توفر كافة العلاجات اللازمة لمواجهة هذا المرض، هذا بجانب التأكيد على ضرورة التوعية به، وهو ما يتم التركيز عليه في اليوم العالمي لمكافحة السرطان.
ولا يمكن أن ننسى أهمية حملات الدعم النفسي التي قامت بها المملكة من أجل المساهمة في رفع الحالة المعنوية لمرضى السرطان، وهذا من خلال التضامن معهم، حيث يمثل الدعم المعنوي والمجتمعي أهمية كبيرة حيث تتضافر الجهود من أجل العمل على كلا الاتجاهين لتقديم الدعم المناسب لمرضى السرطان.
وتهدف المملكة إلى تعزيز الوعي الصحي لدى المجتمع عن مرض السرطان وعوامل الخطورة المؤدية له والتأكيد على برامج الكشف المبكر والرعاية المتكاملة بمختلف مستوياتها وفق الأسس والطرق العلمية الحديثه، وإجراء البحوث والدراسات الخاصة بالسرطان وذلك من أجل خفض معدلات المرض والوفيات بمشاركة كافة المؤسسات الحكومية والأهلية لصحة مجتمع أفضل.
والأهم من ذلك أن تكون فرصة الرابع من فبراير نقطة انطلاق حقيقية لمكافحة السرطان ولا نعتبرها مجرد فعالية تستمر ليوم واحد فقط، بل يمكننا التصدي لهذا المرض من خلال تكثيف جهودنا ضده وتقديم أفضل دعم لمصابي مرضى السرطان وتقديم خدمات صحية فعالة لتحقيق مستقبل يضمن الصحة للجميع.
الناشر : صحيفة الرياض