5/7/2022
قال تعالى ” وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ …” الآيه صدق الله العظيم
لقد فرض الله هذه الشعيرة على المسلمين وجعلها الركن الخامس من أركان الإسلام قال تعالى “من استطاع إليه سبيلا” والاستطاعة هي القدرة على الوصول إلى المشاعر المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة ولأن الوصول إلى هذه البقاع الطاهرة حلم وأمنية كل مسلم ومسلمة نظرًا لما يعانية الحاج من مشقة في النقل وبعد المسافات فقد تستغرق الرحلة أسابيع وتمتد إلى أشهر، فالطرق قديمًا لم تكن معبدة ووسائل النقل بدائية كالدواب بجميع أنواعها وعمليات السلب والنهب تطال أغلب مرتادي الطرق هكذا كان الحال رحلة الحج محفوفة بالمخاطر حتى قيّض الله لهذه البلاد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود الذي وحد هذه البلاد تحت رأية التوحيد فاستتب الأمن وأنعم الله عليهم بنعمة النفط الذي تم استثمارة فيما يخدم البلاد وبنيتها التحتية، فأصبح موسم الحج والوصول إلى البقاع الطاهرة أكثر يسرًا عامًا بعد عام ، حيث أصدر الملك عبدالعزيز رحمه الله في الأربعينات نظام تسيير السيارات ثم تأسيس الشركة السعودية الوطنية لسير السيارات وبدأت التنظيمات الجديدة للحج وبناء المستشفيات ونشر رجال الأمن و المطوفين وهم من يستقبل الحجاج من الخارج ومن الداخل فالمطوف يقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في توضيح الطرق للحجاج ومداخل المشاعر المقدسة وحصر أمتعتهم وتأمينها وأيضا أصبح المطوف مرجع لهم في المسائل الفقهية.
ومنذُ عهد الملك عبدالعزيز ثم عصر أبناءه الميامين أستمرت توسعة الحرمين الشريفين وتوسعت المطارات وإنشاء شبكات الاتصالات والمستشفيات والخدمات بشكل عام ولعل أكبر تلك المشاريع في السنوات العشر الأخيرة مشروع قطار المشاعر المقدسة وهو خط سكة حديدية يربط مكة المكرمة بالمشاعر المقدسة وهي منى، وعرفات، ومزدلفة. بدأ تنفيذ المشروع في 2008 م ، وتم الإنتهاء منه في عام 2010م لقد أصبح الوصول بفضل من الله إلى المشاعر المقدسة عاماً بعد عام يزداد يسر ٍ وسهولة ودقة في التنظيم بشهادة الجميع ، من دول آسيا وأوروبا وأفريقيا وكل قارات العالم وما نشاهده خلال هذه الأيام المباركة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز من جهود فخر لنا كسعوديين فما تقوم به حكومة بلادنا بجميع مسؤوليها ورجال أمنها من مدنيين وعسكريين في توفير كل ما من شأنه تحقيق أمن وسلامة ضيوف الرحمن وتيسير أدائهم لمناسك الحج وزيارة المسجد النبوي الشريف شيئاً يبعث الأرتياح في النفس والطمأنينة ختاماً نسأل الله تعالى أن يعودوا جميع ضيوف الرحمن لبلادهم سالمين غانمين.