22/6/2023
لن أنسى صور الفرح التي عاشها السعوديون وهم يتابعون الاتصال الفضائي بين الملك سلمان بن عبدالعزيز مع أول رائد فضاء سعودي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز عام 1405هـ، وفخره بأنه أتم ختم القرآن في الفضاء، وهذه الفرحة تجددت اليوم بطموح أكبر وإراده أقوى وخطط واضحة وطموحة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، مهندس رؤية 2030.
عاشت المملكة خلال الأيام الماضية حالة من الفخر والاعتزاز والفرح الاستثنائي في أجهزتها الإعلامية وفي طرقاتها وفي كل تفاصيلها، معتبرةً انطلاق رائدي الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني إلى المحطة الدولية للفضاء، يمثل كل فرد في هذا الوطن العظيم، حيث أصبحا نجمين وطنيين استثنائيين، استحوذا على مساحة كبيرة من متابعة الجمهور بكل فئاته كباراً وصغاراً، وعلى كل منصات الإعلام الرسمية والاجتماعية في الإعلام الجديد.
هذا التوجه الطموح من المملكة نحو الفضاء، منطلق من استراتيجية وطنية لتعزيز الابتكار، وتطوير قطاع الفضاء، وتحقيق إنجازات في هذا المجال، من خلال تأسيس صناعة فضائية مستقلة ومتطورة، تقابل الطلب المتزايد على هذه الصناعة عالمياً، فقد قدر بنك أوف أمريكا العالمي نمو هذه الصناعة بقوة حتى تصل إلى 1.4 تريليون دولار بحلول عام 2030.
المملكة أنشأت هيئة الفضاء السعودية، لتكون مسؤولة عن تنظيم وتطوير النشاط الفضائي، ومن بين أولوياتها تطوير البنية التحتية الفضائية في المملكة وتنفيذ مشاريع فضائية طموحة. ويشتمل مشروع “نيوم” على خطط لتطوير محطة فضائية تستخدم في الأبحاث الفضائية.
وقد تعاونت المملكة مع عدد من الشركات العالمية في مجال الفضاء، ووقعت عددًا من الاتفاقيات لتطوير تقنيات فضائية متطورة، من ضمنها اتفاقية “أرتميس” مع وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، للانضمام للتحالف الدولي في مجال الاستكشاف المدني واستخدام القمر والمريخ والمذنبات والكويكبات للأغراض السلمية. كما نجحت المملكة في تصميم وتصنيع ثلاثة عشر قمراً صناعياً بواسطة قدرات وطنية ذات كفاءة عالية، إضافة إلى إنشاء مركز تميز في أبحاث القمر والأجرام القريبة من الأرض مع “ناسا”، ومركز تميز أبحاث الفضاء والطيران المشترك مع جامعة ستانفورد الأمريكية الشهيرة.
وتسعى المملكة إلى حجز مكان للمشاركة في ثورة الجيل الخامس (5G) والتي تمثل تطورًا كبيرًا في عالم الاتصالات المتنقلة، لتوفير سرعات إنترنت أسرع، وتحسين استجابة الشبكات والاتصالات ، وتعزيز قدرة الشبكات على التعامل مع أعداد كبيرة من الأجهزة المتصلة.
وتُعدُّ تقنية الجيل الخامس مهمة للعديد من المجالات، مثل الصناعة والرعاية الصحية والترفية والتعليم، وقد يؤدي تطورها إلى تحسين الحياة اليومية للملايين من الناس حول العالم، وهذا ما تحاول قيادة المملكة أن توفره لمواطنيها، وفق ما أعلنه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان مراراً وتكراراً.
الرهان المتبادل والنابع من الثقة والحب والطموح والريادة بين القيادة والشعب في المملكة، جسّد حلمهم المشترك، قيادة وشعب، في تحقق ريادة سعودية في صناعة الفضاء والاستثمار فيها.
د. سعود الغربي
مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية إعلاميون
@S_F_Algharbi