مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

المقابلة يا وزير العدل

10/3/2024

“لم يعد هناك ما أخشى منه لقد فقدت كل شعور بالخوف وانتهت كل طموحاتي ولم يتبقى إلا الأمانة التي يجبرني وجودها في داخلي أن أقول كل شيء..” بهذه الكلمات عبر أحد موظفي وزارة العدل عن ما حدث له من إحباط تسبب به تكرار الاعتذار له من الترقية التي حصل عليها أقرانه بالرغم من استيفاؤه كل شروطها مثلهم.
ويضيف: كان السبب هو (المقابلة) التي رُصد لها نسبة (٥٠٪) من المعايير التي تتحقق بها الترقية، والتي لا تخضع في وزارة العدل لمقاييس علمية وإدارية تتحقق بها الجودة في الاختيار، ملاحظاً ذلك كما يقول من دخوله مقابلات عبر تاريخ تعطيل ترقيته لم تكن إلا مشاهدة له ودردشة معه وفي النهاية هي دقائق معدودات تتحكم في مسيرتك العملية بشكل كامل.
في الحقيقة أنني ترددت في فهم المشكلة لكنني من العدل طالما كنت استمع لمشكلة موظف العدل أن أكتب عن هذه المشكلة.
فماهي المقابلة كمعيار من معايير الترقيات الوظيفية؟
إذن المقابلة: هي لقاء يحدُث بين طرفين بغرضِ جمعِ المعلومات والبيانات واكتشاف الشخصية وتحديد الميول، فهي مجموعة من النقاشات ما بين الشَّخص المتقدم للترقية، والشَّخص بلجنة القبول في المقابلة الشَّخصية التي تتم لغايات البحث عن كفاءات تستحق الترقية.
وما يمكن التأكيد عليه هو كيفية اختيار أعضاء لجنة المقابلة حيث يعد اختيار أعضاء لجنة المقابلات عملية حاسمة في أي وزارة لأنها تؤثر بشكل مباشر على جودة الترقيات، ونجاح العمل الإداري بشكل عام.
ولا بد أن يتم أخذ العوامل التالية في الاعتبار عند اختيار أعضاء المقابلة:
أولاً: الصلة بالوظيفة: يجب أن يتمتع أعضاء المقابلة بالخبرة في الوظائف التي يقومون بإجراء المقابلات من أجلها، وأن يكون لديهم خبرة في دور هذه الوظائف وأهميتها وأن يكونوا على دراية بمتطلباتها.
ثانياً: التنوع: يجب أن يمثل أعضاء المقابلة خلفيات وخبرات ووجهات نظر مختلفة، وتساعد وجهات النظر المتنوعة في تقييم مدى ملاءمة المرشح لهذا الدور بشكل أكثر دقة.
ثالثاً: الموضوعية: يجب أن يكون أعضاء لجنة المقابلة موضوعيين في تقييمهم للمرشح، ولا ينبغي أن يتأثروا بالتحيزات أو التفضيلات الشخصية.
رابعاً: التدريب: ينبغي تدريب أعضاء المقابلة على إجراء المقابلات، وتقييم المرشحين، وطرح الأسئلة الفعالة.
بمجرد أخذ هذه العوامل في الاعتبار، يتم إنشاء مجموعة من أعضاء المقابلة المحتملين. ويتم الاختيار النهائي من خلال النظر في المهارات والخبرات ومدى توفر الأعضاء..
وفي الختام فإن السؤال المطروح هو هل فعلاً أحسنت لجنة مقابلة الترقيات في هذه الحالة اختيار المترقين أم أن هناك خلل في لجنة الترقيات أدى إلى الإعاقات المتكررة لترقية صاحبنا المتضرر، الذي ترقى كل من جاء بعده، ويُحضّر هو الآن للتقاعد على ذات المرتبة التي شغلها قبل عشر سنوات؟
د. نمر السحيمي

عصو جمعية إعلاميون

@alsuhaimi_ksa

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop