مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

المواريث والوصايا الإلكترونية

25/10/2022

المواريث والوصايا هي ما ينتقل ويعهد به الميت لأحبائه وأقاربه، وهذا ما يحدث في عالمنا المادي الذي له قوانينه الخاصة الراسخة، أما في العالم الإلكتروني الافتراضي فالأمر مختلف فهل هناك ورثة إلكترونيين؟

الحقيقة القانونية تقول إن الأملاك الإلكترونية ومنها حسابات وسائل التواصل الاجتماعي والمستندات والصوت ومقاطع الفيديو والشعارات، وعروض الشرائح وجداول البيانات والمواقع الإلكترونية..إلخ.

هي من حق الورثة حتى لو كانت محادثة في حساب واتساب، ونرى بعض الورثة يغردون في تويتر من حسابات أقاربهم المتوفين.

وتشابه الحقيقة القانونية هنا أن المحادثات الإلكترونية بمثابة الرسائل المادية المكتوبة، وتنتقل عهدتها للورثة، وهذا حق لهم لا بد أن يطلعوا عليه ولربما قادهم ذلك للوصول لحق آخر لم يتبينوه ولم يسجل في أي منصة تعامل إلكتروني مثل وجود ديون للمتوفى أو نحوها.

مصطلح (المواريث والوصايا الإلكترونية)، مصطلح قانوني جديد ظهر على الساحة مع انتشار التقنية في حياتنا بشكل شبه كامل. ومن جهتها تضع شركات التقنية الكبرى أنظمتها الخاصة إذا لم تشرع الحكومات القوانين الخاصة بهذا الشأن.

لهذا فإنه من المناسب أن نبدأ اليوم بتشريع قانون سعودي للمواريث والوصايا الإلكترونية.

تذكرت قضية نظرت أمام القضاء الألماني لعام 2020 طالب فيها والدا فتاة دهسها المترو بحق الدخول لحساباتها على فيس بوك ليتبينوا حقيقة ما حدث لها أو على الأقل ليفهموا كيف قضت لياليها الأخيرة.

فرفعوا قضية أمام محكمة برلين الإقليمية ثم محكمة الاستئناف وأخيرًا المحكمة الاتحادية العليا التي قضت بأن فيس بوك لا يستطيع تقديم ملف pdf للوالدين عن أنشطة حساب ابنتهم بل كان من المهم أن يدخلا للحساب وكأنهم المستخدم الفعلي ابنتهم، فلم يكن كافيًا منحهما حق الوصول إلى محتوى الاتصال فقط بل يجب أيضًا منح حق الوصول إلى الحساب لتكون هناك صورة كاملة لدى الوالدين عن ماذا حدث في أيامها الأخيرة عبر حسابها في الفيس بوك.

وذهبت المحكمة الفيدرالية العليا إلى أن وضع قانون ينظم هذه المسألة ليس فقط على صعيد ألمانيا بل الاتحاد الأوروبي هو أمر ضروري.

حاليًا تصدى الفيس بوك لهذا الموضوع فتستطيع وضع ما يسمى Legacy Contact وهو شخص تسجله كوريث محتمل له الحق في الدخول لحسابك الإلكتروني حال وفاتك.

ورغم أن الشركات التقنية تتخذ قوانينها الخاصة في حال عدم وجود قانون في الدولة، فإنها عرضة للعديد من الغرامات والقضايا القانونية، هذه الشركات وإن كانت لا تحبذ القوانين الوطنية المنشأ للدول إلا أنها تنصاع لها في النهاية رغمًا عنها فالدول لديها سيادة إلكترونية كاملة على واقعها الافتراضي.

في الوقت الحالي يجب أن يشجع هذا المحامون الذين يتعاملون مع قضايا المواريث والوصايا على تقديم المشورة لعملائهم لتضمين الوصية ما يتعلق بميراث ممتلكاتهم الرقمية، والوصية عندئذ تعد مستندًا قانونيًا يستطيعون من خلاله مخاطبة تويتر أو فيس بوك للتنفيذ على حسابات المتوفى كمثال في الدول الأخرى.

وتطرح مسألة التوريث الإلكتروني العديد من الصعوبات القانونية، ومنها كيف ينقل الإرث الإلكتروني ومن له حق الوصول له وكيف يتم توزيعه إن كان يمكن توزيعه أو منح حق الوصول له، وما هي الجوانب الأخلاقية الواجب مراعاتها في مثل هذه الحالات، ثم في النهاية كيف نستطيع وضع قانون ينظم ذلك في البيئة السعودية؟

كل تلك أسئلة مشروعة، السؤال الأبرز في هذا السياق هو من يملك البيانات حاليًا حيث المفترض أن الحسابات مازالت غير قابلة للتوريث؟

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop