مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

اليوم العالمي …؟

8/12/2021

عندما يعيش الإنسان وهو يرى الأيام تمضي بدون توقف وهي ماضية من عمره، حتمًا عليك أن تسأل نفسك ما الذي قدمته في الماضي من سنوات عمرك، وماذا أنت فاعل بما هو آت ؟
إن العجب العجاب عندما ترى الإنسان يدرك لواقعه ولكنه لا يحرك ساكنًا، والغريب في أمره أنه يرى الناس من حوله يتحركون ويبدعون ويشاركون ويحققون الإنجازات تلو الإنجازات، والتنافس على أشده في ميادين العمل والعطاء والعلم وغيره، ولكن الأسف الحقيقي على كل شخص متعلم وعالم أنه يرضى على نفسه أن لا يكون له بصمة في حياته، ومع تقدم النهضة بكل المجالات على المستوى المحلي والخارجي كان لزامًا على أصحاب العقول والهمم المشاركة بكل قوة ونشاط وتميز وإبداع، إن هناك أياماً عالمية تدعو أصحاب الفكر والعمل والمال على التميز والتسابق فيها على استخراج ما لديهم من قدرات وطاقات في هذه الأيام العالمية ومنها ما احتفل بها العالم بجميع قطاعاته الحكومية والخاصة والخيرية والفرق التطوعية، اليوم العالمي للتطوع الموافق للخامس من شهر ديسمبر من كل عام.
والذي هو لا يأتي بجديد خاصة على المجتمعات المسلمة كون أن الشريعة الإسلامية تدعو لفعل الخير والعمل الخيري لمن تعرف ولمن لا تعرف، وهو يُعدُّ أحد أهم الأسباب الرئيسة في تقوية الشخصية وبنائها وتعزيز روح الثقة بداخل الإنسان، وبما أن التطوع هو بالدرجة الأولى عمل إنساني ويضيف للإنسان قبل تطويره الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى ، على ما قدم من جهده ووقته وربما حتى ماله في سبيل العمل التطوعي، وهنا تجدر الإشارة للتعليم والجهات الحكومية والخاصة والقطاعات الخيرية وأولياء الأمور على حث الأبناء والبنات على حب العمل التطوعي وممارسته كجزء مهم من حياة الإنسان، لنصل ونسعى سويةً بإذن الله تعالى بالرقي بالمجتمع بجميع مجالاته وتحقيقاً للأهداف المرجوة في هذا المجال وتحقيقًا لرؤية سمو ولي العهد – يحفظه الله- في العمل التطوعي ، ولما للتطوع من تأثير عام وخاص على المشاركين والمشاركات في الأعمال التطوعية. ولا تنس عزيزي القارئ الأجر من الله سبحانه وتعالى واحتساب الأجر فيما تقدمه في ميادين التطوع قبل الحصول على بعض المنافع الأخرى مقابل عملك التطوعي، دائمًا كن مبادراً وفعالاً في مجتمعك الصغير داخل الأسرة وبشكل أكبر في عملك ومجتمعك الذي هو بحاجة ماسة للشباب والفتيات الذين يقدّمون ما يملكون لوطنهم ومجتمعهم وأنفسهم، تخيّل مقدار الاعتزاز لأبنائك وبناتك وزوجتك وأسرتك عندما تحقق الإنجازات في هذا المجال وغيره، ويكون اسمك لامعًا بين أبناء وطنك وأسرتك، لك أن تعيش هذا الشعور والإحساس بالانتصار والفوز في المنافسات وتقديم الأعمال التطوعية الرائدة التي تعود بالفائدة على الجميع، حتمًا سيأتي اليوم الذي تقطف فيه ثمار جهدك وإصرارك وعزيمتك، ولنا في ذلك الكثير من الأسماء والجهات التي تم تكريمها من المسؤولين؛ لتميزهم وإبداعهم في الأعمال التطوعية وغيرها، أدعوك أن تكون انطلاقتك الحقيقية بعد قراءتك لهذا المقال مع أول فرصة تصل إليك أو تسعى إليها وانفض غبار الكسل والعجز عنك فالمجتمع بحاجة ماسة لمن هم مثلك لديهم القدرة والإمكانات والقدرات فلا تبخل على نفسك ووطنك، وتذكر قول الله تعالى (( فَمَن تَطَوّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لّهُ )) .
وحديث المصطفى فعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من مُسلم يَغْرِسُ غَرْسًا، أو يَزْرَعُ زَرْعًا، فيأكلَ منه طَير، أو إنسان، أو بَهِيمة، إلا كان له به صدقة». أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، والأحاديث والقصص في ذلك كثيرة والتي تحث على العمل الخيري والتطوعي التي لا مجال لحصرها.
فالأعمال التطوعية – الحمد لله-أبوابها كثيرة ومتنوعة وليست محصورةً على مجال معين كالتطوع في المجال الصحي أو التعليمي أو الرياضي بل على العكس كل عمل تقوم به يُعدُّ عملاً خيريًا لك الأجر والثواب ولك المنفعة ولغيرك من العمل التطوعي الذي تقوم به، لذا احرص من الآن أن يكون لك بصمة واسم يشار إليه بالبنان في العمل التطوعي وغيره، فسنوات العمر مهما رأيتها طويلة إلا إنها سريعة الانتهاء ويصبح عمرك في نظرك قصير بعدد مرور السنوات فاستغل كل يوم من عمرك بما يفيدك في دنياك وآخرتك.

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop