18/10/2024
في مساء دافئ من أمسيات أكتوبر، بدأت شوارع الرياض تنبض بالحياة. كان موسم الرياض قد انطلق للتو، وتحولت المدينة إلى مسرح ضخم يستعد لاستقبال ملايين الزوار. في إحدى الزوايا، كان ناصر الذي يعمل ضمن فريق تنظيم فعاليات الموسم، يتفحص جهازه اللوحي ويراقب حركة الحشود عبر شاشات مراقبة متصلة بأنظمة ذكية. ربما سيكون هذا الموسم الأكبر حتى الآن، ومعه جاءت تحديات جديدة يجب مواجهتها.
منذ شهور، كان ناصر وزملاؤه يعملون بلا توقف، ويضعون الخطط لضمان سير هذا الحدث الضخم بسلاسة. اليوم كان عليهم التأكد من أن كل شيء يسير كما يجب. كانت الطرق مليئة بالسيارات، والأسر تتوجه إلى أماكن الفعاليات، فيما يتدفق الآلاف إلى الحفلات والعروض. ومع هذا الحشد الهائل، كانت هناك مخاوف من حدوث زحام أو تدافع. لكن ناصر، بتفاؤله المعتاد، كان يعتمد على فريقه الذي اختاره بعناية، وعلى التكنولوجيا المتطورة التي كانت بين أيديهم.
هناك ناصر يراقب إحدى المناطق التي بدأت تشهد تكدساً. وبلمسة على الشاشة، أرسل إشارة إلى فريقه المتواجد على الأرض. وفي غضون دقائق، تم توجيه الزوار إلى مداخل أخرى أقل ازدحاماً، وكذلك تنظيم الحشود بانسيابية، وكأن المدينة كلها كانت تدار من خلال غرفة تحكم واحدة.
لكن هذا لم يكن سوى جانب واحد من التحديات. فقبل فعاليات موسم الرياض ، كانت هناك أسابيع من الاجتماعات والتنسيق مع جهات متعددة: كالأمن والنقل والدفاع المدني، وحتى شركات التكنولوجيا التي وفرت الأجهزة الذكية ونظام التذاكر الإلكتروني. كان كل شيء متشابكاً بشكل دقيق، أي خطأ صغير قد يتسبب في فوضى. ومع ذلك، كان ناصر وفريقه يعرفون أن النجاح لا يأتي إلا بالتخطيط المستمر والتواصل الفعّال بين الجميع.
ومع تقدم الليل، تجول ناصر بين مواقع الفعاليات، يتفقد الأجواء. فكان يرى العائلات مستمتعة، والأطفال يلعبون ويضحكون، فيما يشاهد البعض الآخر عروض الألعاب النارية التي تضيء السماء. شعر بالفخر، ليس فقط لأنه جزء من هذا الحدث، بل لأنهم تمكنوا من تجاوز العديد من العقبات التي واجهتهم. عندما نظر حوله، رأى الجهود المشتركة التي بُذلت من قبل كل فرد في الفريق، بدءاً من موظفي الأمن الذين كانوا يتفقدون المداخل، إلى فِرق النقل التي سهّلت وصول الزوار.
في نهاية الليلة، وبينما كانت الفعالية تتباطأ شيئاً فشيئاً، جلس ناصر في ركن هادئ وتأمل في اليوم الطويل الذي مر. فرغم التحديات اللوجستية، والتوتر الذي شعر به أحياناً، كانت النتيجة تستحق كل دقيقة من الجهد. ونجاح موسم الرياض لم يكن مجرد صدفة، بل كان ثمرة للتخطيط المحكم، والتكنولوجيا الذكية، والتعاون الذي لا يعرف الحدود.
بسمة الساطي
عضو جمعية إعلاميون
@VS_173