مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

د. ناصر البرّاق صديقي الذي رحل

27/11/2021

أعترف أنني لم أستطع الكتابة عن أبي نواف منذ علمت بوفاته -يرحمه الله لم أكن لأكتب لأنني لا أعرف ماذا أكتب؟ و ماذا عليّ أن أقول!

كان رحيل الأخ والصديق والزميل د.ناصر البرّاق مُفاجئًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى . علماً بأنني لم أرهُ منذ فترة ليست بالقصيرة، غير أنها القلوب إذا أحبت صدقت، وحب الأصدقاء من أعمق الحب و أنقاه.

قابلت أبا نواف في مكتب جريدة الحياة بمدينة الرياض عندما كنت أعمل محررًا متعاونًا معهم من مكتب تبوك .وقتها كان الأستاذ الكبير أبو تركي جميل الذيابي رئيسًا لتحرير الجريدة، والصديق الزميل الدكتور سعود الغربي رئيسًا لقسم المحليات في الجريدة نفسها .

التقيت د.ناصر البرّاق بصوته الودود، وابتسامته اللطيفة وهو من الشخصيات التي تجعلك تقترب منها كثيرًا و كأنك تعرفها منذ زمن . تبادلنا أرقام الهواتف وأخبرني بعد اتصالات عدة ، ولقاء في الرياض بأنه عُيّن محاضرًا في جامعة تبوك . سافر لإكمال دراسته العليا في بريطانيا المتحدة ثم عاد والتحق بالسفارة السعودية في جمهورية السودان ملحقًا ثقافيًا. وكان قبلها قد نقل خدماته إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .

الملفت في شخصية د.ناصر أنه كان شخصًا يتفرد بقدرته على كسب الآخرين بلطفه ، وخدمته لهم ، فكان بحق سفيرًا أمينًا لوطنه. فقد كانت تأتيني أخباره من الزملاء السودانيين الذين كانوا يعملون معي في الجامعة  بعدما أخبرتهم بأني صديقٌ لأبي نواف . وأنه يرحب بهم و بخدمتهم وهو كلام تجرأت وأخبرتهم به؛ لأنني أعرف عمّن أتحدث . وكأن نجاحه في السفارة السعودية في جمهورية السودان دافعًا لينقل إلى الملحقية الثقافية في مملكة المغرب التي كان وقتها كثيرًا ما يدفع بي إلى زيارته هناك . ويشاء الله أنني لم أذهب .

لقد خلّف د.ناصر من ورائه سمعةً طيبةً ، وفعلًا مجيدًا .

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop