5/3/2022
للتو احتفلت بعيد ميلادها الرابع عشر. حضرت صديقاتها الحفل وأطفأن الشموع معها. تهامسن وهن يسألنها عن المعجب السري الذي يراسلها على الخاص في الفيس بوك مبدياً إعجابه الشديد بها. احمرت خجلاً عندما طلبن منها بشقاوة رؤية صورته في ملفه الشخصي على الفيس بوك. حسن، الشاب الطويل، الرشيق، الوسيم ببشرته البرونزية، وعينيه العسليتين وغمازاته التي تسابق ابتسامته كاشفة عن صف لؤلؤي من الأسنان. أخبرها أنه في العشرين من عمره وأنه يحب السفر والرياضة وركوب الخيل. لقد بدا رائعًا في الصور وهو يمتطي الخيل كفارس أحلام أي فتاة في تلك السن.
فتيات صغيرات نقيات الأرواح بمشاعر عذراء وقلوب بريئة بيضاء تنتظر من ينقش عليها أول كلمات الحب والإعجاب وما إن تقابل ذلك الشخص حتى تغرق في بحر الأحلام الوردية حائكة حياة كاملة من الحب العذري واللقاء الأول، الأمان والاطمئنان، ثم الخطبة والزواج وبناء عش الزوجية وشق طريق الحياة سويًا مع من نجح في تملك قلبها ومشاعرها.
توالت الرسائل النصية بين الاثنين وفي كل وقت. وأغدق عليها هو من كلمات الحب والورد والهدايا التي كان يتركها لها أمام باب منزلهم في ذلك الحي الهادئ ما جعلها تهيم في حبه وتنتظر لقاءهما الأول بفارغ الصبر!
حدثته عن نفسها ووحدتها وكيف أنها طالما تمنت أختًا أو أخًا يملأ عليها الفراغ الذي خلفه سفر والدها الدائم بسبب العمل وانشغال والدتها المستمر بالمهام الموكلة لها كنائبة الوزير في إحدى الوزارات المهمة. أخبرته كيف أنها تستوحش يوم الأحد بالتحديد لاضطرارها البقاء وحيدة في المنزل لأنه يوم إجازة الخادمة المتزوجة من السائق وكيف أنها لا تستطيع حتى الخروج لأنه يوم إجازة السائق أيضًا الذي دائمًا ما يقضياه بعيدًا عن المنزل. أخبرته بجميع تفاصيل حياتها حتى الدقيق منها.
كانت تنتظر اللحظة التي تراه فيها متصلًا لتخبره بأحداث يومها ومشاكستها لمعلماتها ومشاكلها مع صديقاتها. وهو كان حاضرًا دائمًا يعطيها من الحب والاهتمام ما افتقدته من عائلتها.
جاء يوم الأحد الموحش. الأب مسافر والأم ستبقى للعمل في مكتبها حتى وقت متأخر. غادرت الخادمة مع زوجها السائق.
تحدثا، وأخبرها أنه أحضر لها هدية ويريد إعطاءها إياه شخصيًا هذه المرة. خفق قلبها سريعًا وتدفق الدم لوجنتيها. ترددت كثيرًا قبل أن يقنعها أنه سيأتي لدقائق فقط ليعطيها الهدية من وراء الباب ويغادر.
بعد أن حل الظلام، تسلل العاشق ليقابل معشوقته عند الباب الخلفي للمنزل بعيدًا عن أعين المتطفلين. دق الجرس فذهبت راكضةً لفتحه. وما إن فتحت الباب حتى دفعه ودخل مسرعًا. لكن لم يكن حبيبها حسن الشاب الوسيم ذا الغمازات، بل رجل خمسينيّ سمين وأصلع بلحية كثيفة تخللها الشيب! لقد كان عبدالعال سكير الحي المجاور المشهور والمولع باستدراج والتحرش جنسيًا بالفتيات الصغيرات!
الناشر : صحيفة اليوم