مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

سطوة الظروف

16/8/2022

كلٌ يرى الأشياء من منظوره، ويفسر الأحداث حسب ظنونه، فيحادث الأشخاص من مفهومه، وتتأثر آراؤه بقدر همومه، والتي تلعب بأفكاره وتجعله يغيّرها ويغيّر قناعاته كما يفعل مع هندامه .
فآراؤه منطقية، وأفكاره عملية، وانطباعاته إيجابية، إن كان سعيدًا هانئ البال .
وتعليقاته سخيفة، وأفكاره مخيفة، ورؤيته ضعيفة، إن كان تعيسًا أو متعب الحال .
ونفسيته تلعب دورها الفعّال في أفكاره ، ومزاجيته تتأثر بلا جدال في أفعاله .
فما يحبه اليوم سيكرهه غدًا  … إن غضب .
وما يفعله الآن سرًا، سيرفضه بعد حين جهراً إن رغب .
وما يراه الآن ضوءًا ونورًا، سيعيشه في يوم ظلامًا سرمدًا إن غرب .
فليست العين من يغيّر الصورة، ولا الظن الذي سيجعلها في أجمل صورة، لكنها الظروف التي تطغى فتبطش بنا إن ساءت، وتهدأ وتضحك لنا إن زانت .
ونحن بين جنبيها تتلاعب بنا كيف شاءت .
تتجاذبنا في كفيها فنميل إن الحياة بنا مالت .
فأي سلاحٍ تهددنا به ظروفنا لنطيعها مهما قالت .
وأي ممسك لها علينا فتذلنا به إن استطاعت .
وأي نقطة ضعف تراها بنا، فتستغلُّها إن استحالت .
لِمَ لا نتمتع بالقوة التي تجعلنا نحاربها .
ولِمَ نضعف لها ونطيعها ونجاريها .
ولِمَ نترك لها القيادة ونحن نستطيع أن نتحكم بها .
ولِمَ نسلّمها السيادة، وبيدنا أن نغيّرها أو نغيّر فيها .
ليست ظروفنا من صنعتنا، ولكننا بأيدينا صنعناها .
لدينا اليوم فرصتنا، سنندم إن أضعناها .
لنطوّعها لرغبتنا، فنجعلها لنا عوناً إن حقاً فعلناها .
نغيّر فيها ما نقدر، ستضعف إن نسيناها .
فكيف الظرف يسلبنا، حياة لسنا نحياها .
حياتي طوع رغباتي، فإن ضاعت، فنحن من قتلناها .

 

 

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop