مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

سعادتنا .. بأيدينا

25/12/2021
السعادة ما أجملها من كلمة!! وما أروعها وأعظمها! تلامس شغاف القلوب فتنعش الروح وتبهج النفوس،وتسعد القلوب فتهيم في عالم من الفرح والسرور والبهجة، فتزهر الدنيا فتثمر سعادة وهناء وراحة وطمأنينة… هي نسمات من الجنة تهب فجأة فتنشر عبقها، ويتضوع عطرها، ويفوح رحيقها فتمتليء النفس حبًا وسعادة، وترفرف بأجنحتها فوق النفوس فتطيب وتسمو وتعلو في لحظات غامرة فتفيض بالحب والحنان، وتمنح من حولها حبًّا وسرورًا فتعيش النفوس في جو جميل لاكدر فيه ولا يعكر صفوه حزن أو ألم أو قلق.
إن السعادة الدنيوية هي لحيظات سريعة عابرة تمر مر سحابة صيف،وإن شئت كفراشة تحاول الإمساك بها سرعان ماتختفي. السعادة شعور عظيم يعتلج في النفوس فتسمو وتحلق في عالم المحبة والود، فتمنح كل من حولها رحيق المحبة فتفرح تلك النفوس وتسعد وتصير الدنيا كأنها جنة فيها ما لذ وطاب.
إن النظرة إلى السعادة تختلف من شخص إلى آخر ومن أمة إلى أخرى. فهناك من يراها تكمن في جمع المال، ومنهم من يراها في الوصول إلى المناصب والوظائف العليا والحصول على الرواتب العالية، وهناك من يراها في قراءة الكتب وكتابة القصص والروايات والأشعار… وآخرون يرونها في مديح الناس وثنائهم، كل تلك النظرات تتحدث عن السعادة العابرة التي هي لُحيظات سريعة سرعان ما تتبخر تنطفئ، إنما هناك سعادة دائمة لو أن الناس علموها لما توانوا عن البحث عن مفاتيحها تلك هي المتمثلة في التقوى ورضا الله هذه هي السعادة الحقيقية الدائمة التي لا يخالطها حزن ولا يأتيها قلق، ولا يقاربها وجع أو ألم؛ لأن حب الله يغمرها فمن عاش في هذا الحب، كيف له أن يحزن أو يتألم أو يخاف؟
 لست أرى السعادة جمع مال            ولكن التقي هو السعيد
نعم عندما تتعرض للنكبات، وعندما تصدمك الحياة بالمصائب فكثير ينهار وتنقلب حياته رأسًا على عقب، ينقلب الفرح حزنًا والسعادة كآبة. أما من الإيمان يغمر قلبه، فلا ينتكس ولا يغتم، بل يحتسب ويصبر؛ لأنه يعلم علم اليقين أن ما أصابه ما هو إلا ابتلاء من الله سرعان ما ينقشع كسحابة صيف عابرة فتعود الفرحة والسعادة ترفرف بأجنحتها فوقه. نعم هذه هي السعادة الحقيقية التي متى ما تمكنت في القلوب أسرتها فانقادت إلى رضا الله والتذلل في بابه، والخضوع له، فهكذا تحيطها السعادة، وتظللها ولا تنفك عنها، فلاتبتئس ولا تقلق ولاتحزن إن السعادة الحقيقية تكمن في الشعور الداخلي بالنجاح لذا يجب علينا أن نبحث عن مصدر السعادة في دواخل نفوسنا وليس في من يحيطون بنا.
إن السعادة الحقيقية هي التي نحن نصنعها ونحن من يتحمل مسؤولية المحافظة عليها. إن السعادة تعيش في القلوب المتفائلة المبدعة التي تركز على الأفكار الجيدة فكلما كانت نظرتك إلى الأشياء نظرة حسنة صارت حياتك أفضل وغمرتك السعادة، والعكس صحيح كلما كانت نظرتك نظرة تشاؤمية انقلبت حياتك جحيمًا لايطاق.
إذن: السعادة تقول لك: إنني أمام ناظريك، فأزح عن عيونك النظرة السودواية عندها ستغمرك السعادة، ولن ترى سحب الحزن أبدًا.
الناشر : صحيفة وهج الإلكترونية
شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop