31/8/2023
بعدما اعتمد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رؤية 2030، خطةً وطنيةً بالغةً الأهمية للمملكة تهدف إلى إصلاح البلاد اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا، ومن ثم أعلن سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، تفاصيلها وأهدافها في 25 إبريل عام 2016، فتحولت هذه الرؤية العظيمة تدريجيًا؛ لتكون رؤية كل مواطن سعودي، يتكلم الجميع باسمها وحاضرةً في كل تفاصيل الحياة العملية واليومية للجميع دون استثناء، وأصبح شعارها علامة شهيرة يحظى بمكانة وتقدير لدى كل فئات المجتمع وفي كل مجالاته وقطاعاته، وإذا حضر أصبح مصدرًا للتفاؤل والأمل والطموح.
هذا الارتباط الوثيق والإيمان العميق الذي نلمسه ونرصده في نفس كل مواطن بما فيهم أجيال المستقبل من صغار السن، نجد منبعه إيمان القيادة السعودية، والذي تقرأه بكل وضوح في كلمة راعي الرؤية وداعمها الأول، الملك سلمان بن عبدالعزيز حيث يقول فيها: “هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجًا ناجحًا ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك.”، وأيضاً في كلمات عرّابها وصانعها بكل تفاصيلها، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حين قال : “يسرني أن أقدّم لكم رؤية الحاضر للمستقبل، التي نريد أن نبدأ العمل بها اليوم لِلغد، بحيث تعبّر عن طموحاتنا جميعًا وتعكس قدرات بلادنا”.
الجميع ينظر لهذه الرؤية بأنها ملهمة له وراسمة لطموحاته وبوابة لأحلامه المستقبلية الواعدة، لذلك تجدهم ملمين بتفاصيلها، ويتابعون مشاريعها وبرامجها، ومتلهفين للغوص في تقاريرها، والجميع يتحدث وكأنهم أصاحب الرؤية مترقبين مواعيدها المحددة لجني النتائج الكبرى، فلم يتبق على برنامج التحول الذي يُعدّ أحد برامجها الرئيسية والأساسية سوى عامين، حيث حُدد عام 2025 لجني ثمراته اليانعة.
ما أعطى هذا الرؤية الفهم والمعرفة العميقة لدى كل مواطن ومواطنة، وحتى للمقيمين وللعالم قاطبة، هو وجود منصة إلكترونية للرؤية باللغتين العربية والإنجليزية، تجمع كل تفاصيلها وآخر المستجدات والبرامج التنفيذية والتقارير السنوية، وبالتالي هي تمثل نقلًا حيًا للعمل الجبار الذي تُعنى به هذه الرؤية.
وبلا شك الجميع كان شاهد عيان على سير العمل والصور الحية لمبادرات وبرامج الرؤية، وبالتالي كل أبناء الوطن يشعرون ويراقبون مرور الوقت لهذه الرؤية وكيف أصبحت المسافة الزمنية قريبة جداً من عام 2030، فهذا التاريخ المفصلي لنتائج الرؤية الوطنية العظيمة، وعلى الرغم من ذلك لم يتضح حتى الآن سوى ست قطاعات رئيسية وهي: (الطاقة، التطوير الحضري، ثقافي، الإسكان، الرعاية الصحية) وفق المسجل في بوابة الرؤية الإلكترونية، والتي ينقصها توثيق بعض المشاريع المعروفة في هذه القطاعات، حيث لم يتم التطرق لها، ويمكن أن تُعرف من خلال أخبار أو إعلانات منفردة، وربما مرات يتصور البعض أنها ليست مرتبطة بالرؤية وطموحاتها الكبيرة.
أشعر أن غياب قطاعات أخرى حيوية مثل التعليم والإعلام والزراعة والرياضة، من المشهد الرقمي للرؤية، يفقدها شيئًا مستحقًا لها، ويغيب المواطنين عن معايشتها والعيش فيها، مع أن قطاعي الزراعة والرياضة فيهما مشاريع كبيرة وعملاقة، ولكن لم يصنع لها القالب التقديمي المناسب في المنصة الإلكترونية ولم تأخذ حيزها من الحضور المستحق، أما التعليم والإعلام فعلى الرغم من بحثي عنها، فلم أجد لها مشاريع واضحة أو مبادرات على أرض الواقع، وقد يكون هناك بعض الأعمال التي قد لا تحسب على الرؤية بشكل مباشر.
لكل ذلك، من المهم جدًا أن تحظى هذه الرؤية بشفافية رقمية عالية جداً، وأن تكون منصتها الإلكترونية بوابة المعلومة الدائمة والثابتة والمتجددة، وأن تعكس تفاصيل الرؤية الآنية. وأن تعزز هذه البوابة الرقمية بشكل يومي؛ ثقة المواطنين وعلاقتهم وارتباطهم في رؤيتهم جميعًا، مستمدين قوتهم وثقتهم من صانع الرؤية الملهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الذي يعمل بكل تفاني لتهيئة وطنه للريادة والسيادة العالمية، وأن يواجه السعوديون التحولات العالمية بكل ثبات وثقة وطموح وإصرار؛ لأنهم في أفضل وطن في العالم في هذا العصر الحديث وبإذن الله في المستقبل القريب.
د. سعود الغربي
مؤسس ورئيس مجلس إدارة إعلاميون
S_F_ALGHARBI@