23/12/2023
بالأمس القريب أطلقت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام استراتيجيتها وهويتها- بفضل من الله- ثم ما توليه القيادة لقطاع الإعلام، وتهدف الأنظمة المشرّعة له في المملكة إلى تطويره وتنظيمه بكافة أنشطته، وحوكمة وامتثال أدائه، وتشجيع الاستثمار فيه، إيمانًا منها بأهمية هذا القطاع، وما يلعبه من دور كبير ورائد في نقل الصورة المشرقة للمملكة، وما تشهده من قفزات.
وتستمد تلك الاستراتيجية والهوية من الثوابت، التي تم إرساء وتوحيد هذه البلاد عليها، على يد المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبد العزيز، ومن توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين، الذي أكدّ، خلال تشرّف الإعلاميين والمثقفين بالسلام عليه، على أهمية الإعلام ودوره الريادي في بناء المجتمع، وتنبثق من السياسة الإعلامية للمملكة. برهن الإعلام السعودي ـ وما زال ـ وعلى مرّ العصور ومختلف الأزمات، شامخًا، على إبراز ونقل الصورة الحيّة، ونقل الأحداث والطرح المتزن، سواء بالإعلام التقليدي أو الإلكتروني، متوازيًا ما بين حرية التعبير عن الرأي والنقد الموضوعي البنّاء والهادف إلى المصلحة العامة، جاعلًا نصب عينيه مصلحة الوطن والمواطن، وغاية أسمى لأهدافه، محققًا للرؤية الثاقبة والثقة العالية من لدن سمو سيّدي ولي العهد وعرّاب الرؤية ـ حفظه الله ـ عندما أكّد سموه على أن همّة الشعب السعودي كجبال طويق.
ويأتي إطلاق معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان الدوسري لهذه الاستراتيجية تأكيدًا للنهج الذي تسير عليه هذه البلاد نحو قطاع الإعلام من تنظيم وتطوير وحوكمة واستثمار، ويستلزم منّا في قادم الأيام إبراز الوجه المشرق الذي تعيشه مملكتنا الحبيبة من تطور ونماء في جميع المجالات الأمنية والثقافية والرياضية والترفيهية، وغيرها، التي تنظمها وتقام في ميادينها، والتركيز على الجوانب الإيجابية، والنهوض بالمستوى الفكري والحضاري، وتمكين الكوادر الإعلامية، وتعزيز احترام الآخر، والتقيد بالأنظمة وتنفيذها، والتثقيف والتوجيه، والارتقاء في الطرح الإعلامي بجميع وسائله التقليدية والإلكترونية، وتعزيز سُبل التكامل والشعور بالمسؤولية، والارتقاء بالمستوى المهني في أداء الرسالة الإعلامية والموضوعية في عرض الحقائق، والبعد عن المبالغات والمهاترات، وصون شرف الكلمة، ووجوب صيانتها من العبث، والترفع عن كل ما من شأنه أن يثير الضغائن ويوقظ الفتن والأحقاد.
جبر الشايقي
@jbralshaigi
عضو مجلس إدارة إعلاميون