30/8/2022
ها قد عادت الحياة في سائر الأرجاء ، بلا استثناء.
وارتفعت الأصوات نشاطاً وحماساً حتى ارتقت السماء.
وعَلَت الوجوه ابتسامة ، واكتست إشراقة ، فبها البهاء.
فاليوم كان مميزاً على سائر الأيام ، جاءنا متوشحاً ثوب النشاط ، ومعطراً بعبير علم نالنا منه الشذى حتى شعرنا باغتباط، متزيناً بحلل الهمة ، متغنياً بأهازيج تدفعنا نحو القمة ، ممسكاً بمصباح العلم حتى ينير العتمة .
شعرنا وكأن الأماكن من حولنا تغيرت ، والأجواء حولنا تعطرت ، والأشياء بدت وكأنها قد تزينت ، ولهذا اليوم نرى الجموع تهيأت.
فهاهي الشوارع مزدحمة ، والطرقات ممتلئة ، والوجوه مبتسمة ، وكل الأمور منتظمة ، والمدارس مترقبة ومنتظرة لمن عاد بعد بعاد ، ليبعث فيها الحياة ، ويوقظها من رقاد ، ويملؤها بالزاد ، وأي زاد ؟! هو زاد العقل الذي نحتاجه لمواصلة الجهاد ، حتى يشع فيها نور العلم ، ونرى ضوء الصباح .
هي في انتظار أبنائها وبناتها من الطلاب والطالبات ، تنتظرهم بشوق بعد أن طال غيابهم عنها ، حتى باتت فصولها مهجورة ، وساحاتها بالغبار مغمورة ، فلم تجد من يحفل بها حتى أتوها ليغيروا تلك الصورة .
ومازالت تنتظر هذا اليوم ، حتى استبشرت بقدومهم .
بهم ستبدأ رحلتها نحو المجد ، وبهم تتابع دورها باجتهاد وجد .
هم بناة الغد ، وصُنَّاع المجد .
وهي ساحة العلم ، وروضة السعد .
واليوم هو يوم العودة ، وهو نقطة البدء .
بدء لعام جديد ، ولكنه امتداد لسابقه والحبل بينهما شديد .
هو يوم الحياة التي عادت ، والهمم التي سادت ، والأيادي التي بعلمها جادت .
فهنيئاً لكل معلم ومعلمة ، وإدارة وقيادة ، عجزت الأقلام عن إنصافهم واحتارت .
هنيئاً لكم علمكم وعملكم ، وجهودكم التي ظهرت للجميع وبانت .
وآثاركم التي أضاءت كل بيت بأبنائه ، وبكم حياتهم استقامت .
هي مهمة عظيمة تلك التي امتهنتوها ، أجرها يفوق أجرتها ، وفضلها يجبر علتها ، وكل متعلم سيذوق لذتها .
فأي فضل بعدكم نذكر ، فبكم تعتدل الأمور في ثباتها وفي مسيرتها .
وليس بعاقل من يقلل قدركم ، أو ينكر فضلكم .
ويكفيكم فخراً أنكم للأنبياء ورثة ، وبكم يباهي الله ملائكة
عرشه .