29/9/2024
بين جبالها الشاهقة ووديانها الخضراء، تقف عسير شامخة بتاريخها الغني وطبيعتها الخلابة، متطلعة نحو مستقبل مشرق. هذا الإقليم الذي كان دائماً ينبض بالحياة، أصبح اليوم في قلب رؤية المملكة 2030، ليشهد تحولات جذرية تسير به نحو العالمية، تحت قيادة الأمير تركي بن طلال، الذي لا يكل عن الإشراف المباشر على جهود التطوير والتنمية.
تتمتع عسير بموقع جغرافي مميز يتيح لها أن تكون وجهة سياحية جذابة بفضل مناخها المعتدل وتنوعها الطبيعي. ومع ذلك، مثل أي منطقة نامية، واجهت عسير تحديات في البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية مثل الطرق، والمياه، والكهرباء. في ملتقى “عسير: الواقع والمستقبل”، تم التأكيد على أن المنطقة تسير بخطى ثابتة نحو تجاوز تلك التحديات من خلال مشاريع ضخمة تشمل تحديث البنية التحتية ومنها إنشاء المطار الدولي الجديد، الذي يمثل بوابة لعسير نحو العالم.
“القمم والشيم”، الشعار كعنوان لاستراتيجية عسير، ليس مجرد تعبير رمزي، بل هو تعبير عن طموح يتجسد في تحقيق الريادة على أعلى المستويات. فالقمم هنا ليست فقط إشارة إلى جبال عسير الشامخة، بل أيضاً إلى القمم التي تطمح القيادة السعودية للوصول إليها من خلال التطوير الاقتصادي والاجتماعي. أما الشيم، فهي قيم الأصالة التي تعكس هوية المنطقة وتاريخها العريق.
الأمير تركي بن طلال، خلال حديثه في الملتقى، شدد على أهمية الدور الوطني في تنفيذ هذه الاستراتيجية، حيث أوضح أن كوادر وطنية تعمل بجد على إنجاز المشاريع التنموية، مما يعزز الثقة في أبناء وبنات المملكة وقدرتهم على تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس.
وتشكل السياحة محوراً رئيسياً في مستقبل عسير، حيث تهدف القيادة إلى جعلها وجهة سياحية عالمية على مدار العام. بتنوعها الطبيعي والمناخي، وثرائها الثقافي. فهي تمثل أحد الكنوز المخفية في المملكة، وهو ما تسعى الاستراتيجية إلى إبرازه للعالم. من الجبال المكسوة بالخضرة إلى الوديان الساحرة، وحتى توفر التجارب السياحية الفريدة التي تجمع بين المغامرات، والرياضات، والأنشطة التراثية. وما يجعل عسير مميزة ليس فقط طبيعتها، بل أيضاً تراثها العريق، الذي يُعزز بتجارب سكنية مستوحاة من روح المنطقة وهويتها الثقافية.
كما قال الأمير تركي بن طلال: “السفن انطلقت ولا عودة”. هذه العبارة تجسد التزام القيادة الحازم بتحقيق التغيير الجذري في عسير، حيث لم يعد هناك مجال للعودة إلى الوراء. عسير اليوم ليست كما كانت بالأمس، والمستقبل يحمل لها آفاقاً أوسع من الإنجاز والتطوير.
إن عسير تقف اليوم على أعتاب مستقبل مشرق، مدعومة برؤية واضحة وقيادة حكيمة، وشعب مؤمن بقدرته على تحقيق المستحيل. وما بين القمم التي تصافح السماء والشيم التي تعانق الأرض، تتجلى عسير كواحة من الجمال الطبيعي والتراث الأصيل، جاهزة للانطلاق نحو العالمية، مستندة إلى رؤية طموحة تجعل من الأحلام واقعاً ومن الطموحات حقائق ملموسة.
بسمة الساطي
عضو جمعية إعلاميون
@VS_173