18/3/2022
بعد حصول روسيا على ضمانات أمريكية بألا يكون للعقوبات الأخيرة تأثير على أي علاقة مع إيران إذا ما تم تمرير الاتفاق النووي، لقد أصبحنا على بعد أيام من إعلان التوقيع.. وأمام علاقات متشابكة ومتداخلة نحتاج أن نرى المشهد بشكل دقيق جداً، خاصة أن حُلفاء إيران هم أصدقاء لدُول مجلس التعاون الخليجي، ولو أخذنا الصين كمثال لوجدنا أن لها اتفاقيات تجارية وعسكرية مع طهران تتجاوز ٥٠٠ مليار دولار على مدى ٢٥ عامًا، ولديها مع دول مجلس التعاون أرقامًا مُقاربة وفي ذات المجالات، وهي دولة مُقرّبة من جميع الأطراف.. إيران مُلزمة بتغيير نهجها «الثورجي» ليستطيع الآخرون التعامل معها، فالجغرافيا قدر لا يمكن إزاحته وتغييره، والشعب الإيراني يستحق حياة أفضل من هذه الحياة المليئة بشعارات الموت، ولكن الحقيقة أن كل فُرَصْ السلام التي تُمنح لإيران يتم اعتبارها رسالة استسلام!!
وهذا ما يدفع الساسة الإيرانيين للتعنت أكثر والتمسك بنهج تصدير الثورة الخمينية وكأنها بشائر تنمية وازدهار!
وهي لا تُقدم لمُريديها سوى اللطم والزحف والجهل والانحراف الفكري والتطرف والبؤس.. الاتفاق النووي بين إيران والغرب سيُصبح واقع، وهذا الواقع يحتاج وحدة خليجية أكثر، وأقل التقديرات السيئة تتحدث عن زلزال قد يضرب مفاعل بوشهر سيجعل من دول الخليج -لا سمح الله- في مواجهة مباشرة مع كارثة بيئية، فلا يعتقد أحد أن حياده وصمته سيكفيه ما قد يترتب على تعزيز قدرات إيران العسكرية.. العالم تغيّر ويجب أن نستفيد مما حدث في أوكرانيا، فلا أحد سيخوض حرباً للدفاع عنك، ومواجهتنا مع إيران نحن أبناء الخليج من سيخوضها دافعنا الأول وحدتنا التي صنعت هذه المعجزة التنموية والرخاء والازدهار الدائم في محيط يعج بالفوضى.
الناشر: صحيفة المدينة