مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

فواجع المقطورات؟!

 

فجأة وبدون أي مقدمات – انتشرتْ – ظاهرةُ امتلاك المقطورات: (الكونتيرات المتنقلة) عند ملّاك الإبل، إذ لم يعد امتلاكها محصوراً على أصحاب رؤوس الأموال الطائلة منهم. بل أصبح في متناول طموح كل من شق طريقه لمزاولة واقتناء هذه الهواية العريقة، وإشباع رغباته ولو كان ذلك على حساب دخله المحدود، وحاله الميسور؛ فهو يدفع لهذه التجربة كل ما يملك، وما لا يملك أحياناً.
هذه المقطورات عبارة عن بيوت متنقلة في قلب الصحراء تحملُ من الرحابة والسعة مايحقق جودة الحياة للرجل البدوي الأصيل، وتخفف عنه عناء ومشاق البر، وتوفر له كافة سُبل الراحة من: (غرف مُكيفة – ومطابخ مجهزة – ومجالس مهيأة لاستقبال الضيوف – ودورات للمياه)، والأكثر من ذلك أنها تقلِّل وتختصر على صاحبها الكثير من تكاليف التنقل أثناء سيره ومسيره في البحث عن مواطن الكلأ و المراعي الخصبة – لإبله وحلاله – في مواسم الأمطار.

ما يكدِّر صفو هذه الصناعة الفريدة، ويخلُّ بتوازن فرص الراحة فيها، ويبعثُ القلق المتزايد في قلوب مقتنيها؛ قلّة تحملها وثباتها في الأحوال الجوية الصعبة كالرياح الشديدة، والعواصف الرعدية، والأمطار الغزيرة.
ومما يزيد الأمر سوءاً وارتباكاً عدم اكتراث بعضهم بخطورتها – خاصة – في الأراضي المفتوحة والتي يزيد فيها ضغط وكثافة الهواء، وهي قبل ذلك عُرضة للمتغيرات المناخية المفاجئة.
اليوم ومع تزايد فواجع وكوارث هذه المقطورات وما تُخلِّفه من وفيات وإصابات، وتحدثه من أضرار وتلفيات؛ يجب أن يكون هناك توعية وتوجيه مجتمعي يحدُّ من إمكانات حدوث مثل تلك الفواجع والكوارث، ويزرع حس المسؤولية لدى أهل هذه المقطورات مما يجعلهم أكثر حذرا وتأهبا لمثل تلك الاحتمالات، والاستعداد لما يمكن أن يجنبهم مخاطرها.
إعلان

علمًا بأنَّ الجانب التوعوي والوقائي الذي تقوم به مشكورةً – إداراتُ الدفاع المدني – عن مخاطر السيول وأماكن تجمعها، وما تقوم به في أداء رسالتها الإعلامية على أكمل وجه لا يمكن إغفاله، أو تجاوزه أبداً.
ما أحببتُ إيصاله لهم في هذا المقال هو الحرص على التوسع – أكثر – في رسائلهم التحذيرية ومنشوراتهم الإعلامية؛ لتشمل التنبيه والتحذير من إهمال تلك المقطورات، وتضع حلولا للوقاية من مخاطرها وفواجعها من خلال عروض مرئية أو رسائل تثقيفية في كيفية التعامل معها قبل وأثناء وبعد التقلبات الجويَّة، والتغيرات المناخية.

 

أ. بدر الروقي

@B__adr0

عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop