مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

في حضرة الأب… اعتراف متأخر

 

في زحمة الأيام، وسرعة التحولات التي تطرأ على تفاصيل حياتنا، يتوارى الأب غالبًا خلف الأدوار الصامتة، تلك التي لا تُرى كثيرًا ولكنها تشكل أساس الحياة واستقرارها.
وفي اليوم العالمي للأب، الذي يصادف الأحد الثالث من يونيو كل عام، نجد أنفسنا أمام فرصة نادرة لقول ما تأخرنا في قوله: شكرًا يا أبي.

ظلٌّ لا يزول
الأب ليس مجرد ربّ للأسرة، بل هو الجدار الذي احتمينا به دون أن نعي، واليد التي دفعت بنا للأمام رغم كل ما كان يخفيه من تعب وهمّ. قد لا يُجيد التعبير، لكن فعله يسبق كلماته، وعطاؤه يسبق طلباتنا، وحضوره – وإن بصمت – كان دائمًا ضوءًا يهدينا في عتمة الظروف.

تقدير لا يجب أن يتأخر
ثقافتنا – رغم أنها تُجلّ دور الأب – لا تحتفي به كما ينبغي. كثيرًا ما يُختصر دوره في “المسؤول المالي” أو “الرجل الصارم”، بينما يتجاهل المجتمع أعباءه النفسية والعاطفية، وتضحياته المتراكمة على مدى سنوات.
علينا أن نعيد تشكيل نظرتنا لدور الأب، وأن نخلق مساحة حقيقية للامتنان، لا في المناسبات فقط، بل في كل لحظة نعيشها في ظله.

رسالة شخصية
إلى كل أب: شكرًا لأنك كنت ملاذًا في الشدائد، وشجرة استظلينا بها من حرّ الحياة. شكرًا لصبرك الطويل، لصمتك الذي كان أبلغ من الكلام، ولحبّك الذي لم يُعلن بصوت، لكنه كان واضحًا في كل ما قدّمت.

وفي يومك العالمي… نرفع رؤوسنا فخرًا، ونضع كلماتنا على عتبة قلبك المتعب، اعترافًا بما نحن عليه بفضلك، وما سنكون عليه بدعائك.

 

أ. غدير المطيري
Ghadeer2040@
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop