مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

كيف نشأت العادات والتقاليد؟

 

العاداتُ والتقاليدُ صناعةٌ استحدثها البشر، وأرسوا قواعدها داخل مجتمعاتهم، وسنوا لها القوانين والأحكام؛ ليتوارثها الجيل بعد الجيل.

وإذا ما عدنا للمفهوم السائد (للعادات) عرفنا أنها ما يتكون داخل الإنسان من ممارسات حياتية..تصل به إلى مرحلة التعود والاعتياد، فيتألَّف فعلها، ويتعاهد مزاولتها.

والتقاليدُ مجموعة من الأنماط الحياتية، والثقافات المجتمعية التي رسَّخها الأسلاف والأجداد للأبناء، واستمرت لفترات طويلة حتى أصبحت (تقليداً).

وتتجاوز العادات والتقاليد من اعتزاز الفرد بنفسه إلى (ما هو أبعد من ذلك) إلى ما يحقق داخله الإحساس بهويته وقيمته؛ فتجعله يندمج في مجتمعه الأسري والقبلي على السواء.

ومع ما تحمله هذه التقاليد والعادات من أهمية، وماتتركه من فضائل… يأتي السؤال.

هل باتت اليوم العادات والتقاليد أو – الغالب – منها ضرورية المرجع، وحتميَّة المراجعة والتطبيق في ظل المتغيرات التي تعصف بنا من تسارع في الزمن، وتنوع في المسؤوليات، وتسلسل في الأولويات؟

ولماذا بعضهم يجعلها (سجناً) يأسر فيه حريته الفكرية، ومعتقداته المنطقية؟

وكأن هذه العادات والتقاليد عقائد سماوية لايمكن التبديل ولا التغيير فيها فيما نراه أفضل لنا وأجدى لما يحيط بنا.

نحتاج اليوم أن نملك الجرأة في الطرح والتعاطي مع هذه القضية، والمرونة في إعادة صياغة وتشكيل الكثير من المفاهيم المتعلقة بهذه التقاليد والعادات، وتحديثها بما يتماشى ويتناسق مع استقلالية جيل اليوم، ويتواكب مع ثقافات ومتغيرات زمنهم، ويراعي طقوسهم بأسلوب جاذب؛ يخلقُ فيهم روح المبادرة، وتحمل المسؤولية، بما لايخل بالدين أو يعيق شيئا من مكارم الأخلاق، ومعاني البذل.

في النهاية:
ألا تستحق هذه العادات والتقاليد أن نعمل على ما يخرجها من جمود الفكرة إلى تطوير ذات الفكرة، ومن انغلاق المسألة إلى تطوير ذات المسألة؟

 

أ. بدر الروقي
‏@B__adr0
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop