مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

محمد السحيمي في موسم الرياض

20/12/2021
حينما كنتُ في السنوات الأولـى من المرحلة الإبتدائية قالوا محمد السحيمي مر من هنا..؛ وفي الأسابيع الأولـى من برنامج ماجستير الصحافة الذي تمنيت أن يكتمل في جامعة الملك سعود قالوا محمد السحيمي مر من هنا..؛ وحين تفرّغتُ للعمل الصحفي في عدد من الصحف قالوا محمد السحيمي مر من هنا..؛ وبعد أن تركتُ العمل الصحفي الميدانـي واتّجهتُ إلى الكتابة الصحفية في صحيفة مكة قالوا محمد السحيمي مر من هنا…؛ محمد السحيمي أجده أينما اتّجهت رغم الفارق البسيط في سني العمر لصالحه..
لقد استطاع الكاتب السعودي الساخر محمد السحيمي أن يصنع وجوده رغم غيابه الطويل عن محبيه..
محمد السحيمي من طفل لمّاح شديد الذكاء في الابتدائية إلى طالب طموح في برنامج كلية الطب بعد تخرجه من الثانوية العامة بتفوق (لـيعود) قبل اكتمال برنامج الطب كما (عدّتُ) أنا من برنامج الصحافة (إلـى) ميدان تم سحبنا فيه إلـى معترك طويل لم نكن نتصوره أو حتى نتخيّله؛ لكنه معترك غير متكافـيء معنا؛ كونه معترك بشخوصٍ متخفية، متلونة، خبيثة، معادية لكل متفوق، وحاقدة على كل طموح، ومبغضة لكل مواطن، ومقصية لكل من تراه هذه الشخوص لا يتوافق وأيديولوجيتها القذرة.
إنني أجزم أن محمد السحيمي نادم أشدم الندم (على عودته) من برنامج علم الطب الدنيوي كما أنا نادم (على عودتـي) من علم الصحافة الدنيوي؛ لندخل في متاهات مع متسترين اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً؛ فكنت وإياه ضحايا لأشباح متغلغلة متسلسلة يأكلون بالنفاق الظاهر والباطن ما لا يحل لهم من المناصب والأعمال تحت عباءة التدين المزيف..
لقد كنتُ أتابع الكلمات العفوية ومرارة الإقصاء في مقالات محمد السحيمي التي نشرتها له عدد من الصحف، أو بثتها له بعض القنوات التلفزيونية، وأدركت أن الرجل الطيّب كان يواجه تيّاراً متغلغلاً سيوقع به في النهاية؛ وكان ما توقعتُ حين اختفت كلمات محمد وغاب صوته حتى الآن؛ بالرغم من ظهور براءته وصحة رأيه في ما ظهر مؤخراً من تأييد لبعض آرائه.
إنني متألم لعدم رؤية الكاتب الفذ محمد السحيمي منذ سنوات طويلة فآخر لقاء بيني وبينه كان أثناء حضوره لمناقشتي في الدكتوراه بالرياض حينما حضر وهنّأنـي على حصول أطروحتي على تقدير ممتاز وقال لـي هامساً: أعانك الله؛ أدركتُ بعدها وخلال فترة وجيزة ما قصده حينما تجرعت مرارة الكأس الذي ذاقه قبلي بعد أن سبرت أغوار التخصص على طبيعته، وعملت على تطبيقاته ميدانياً..
أذكر ذلك وأنا أشاهد بفخر نجاحات موسم الرياض في نسخته الثانية، وقد كنتُ أتمنى أن يكون الكاتب والروائـي محمد السحيمي له حضور في هذا الموسم، كما كان له حضور في كل المناسبات الثقافية التي حملت اسم الرياض خلال الثلاثة عقود الماضية؛ فكم من اللوحات الدعائية قد حملت اسم هذا المبدع في طرق الرياض بفعاليات شتى كان له حضوره المشرّف فيها.. َ
ولا أشك أن معالي المستشار تركي آل الشيخ يدرك دور المبدعين من أمثال محمد السحيمي في نجاح الأعمال التي يتميزون بها كالأعمال المسرحية والروائية، والادبية بشكل عام.
شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop