10/7/2022
عندما يصاب جسد الإنسان بجُرحٍ يسارع يتحسس ذلك الجُرح وإن كان ذلك التصرف مؤلمًا في تلك اللحظة إلا إنهُ يغدو مطلبًا
فيبادر مُنقذًا ذاته حتى يقيس حجم وعُمق الوجع، وقد ينتقل لأقرب مستشفى ليقوم الطبيب بدوره، بينما هو يُصبح مُنصتًا فتتسّع حدقة عيناه من هول التركيز فهل استدعى ذلك التصرف أن يكون الإنسانَ مِغوارًا أو حائزًا على سجلات حافلة بالمشاهد البطولية حتى يضع إحدى يداه على مواضع الألم!
الإجابات بديهية وحتمًا ستكون لا، فالدافع خلف ذلك فطري وطبيعي.
ما سبق جعل ذهني يمتلىء بصورٍ آخرى تتطلب بأن يكون الفرد شُجاعًا ويضع يداه على مواطن الجروح الحقيقية ويخلع تلك النظارة السوداء التي أعتاد على ارتدائها
متى ما أراد ليخفي عيناه مؤقتًا.
فكم من الأمور والقضايا تستحق المواجهة بشفافية
وكم من اللحظات تستحق التساؤلات العديدة.
فهل من الممكن أن نصبح أبطالًا ونضع أيدينا على مَكامنُ الخلل ونطرقها بكل صلابة؟ وهل نستطيع أن نواجه أقوى عيوب مجتمعاتنا ونشير إليها بكل شفافية دون أن نمتهن التعميم والايذاء؟
وهل بالإمكان أن نخوض النقاش مع الشخص المُختلف فكرًا وتوجهًا بينمًا قد يكون على صواب؟
وهل نتقبّل التأخر في السباق وربما الهزيمة دون أن نؤذي الفائزين؟
وهل نستطيع أن نتقبل النقد والاختلاف دون أن نصبح في وضع هجومي؟
وهل بمقدورنا أن نصبح وسطيين دون أن نردد نحنُ ملائكة لا نُخطىء؟
يبّدو بأن بعضنا لازال ينتهج إرتداء تلك النظارة السوداء ولازال بعيدًا عن طبيعتنا الحقيقية
فمتى يا تُرى نعود لطبيعتنا ونضع أيدينا دون تردد أو خوف على تلك الجراح ونضمدها !؟.