تحتفي المملكة، سنوياً، بيوم المعلم، وهو مناسبة تجاوزت كونها تقليداً احتفالياً لتصبح تجسيداً حقيقياً لالتزام الوزارة بتقدير ورعاية صانع الأجيال. إن الاهتمام الكبير الذي توليه وزارة التعليم لتفعيل هذا اليوم في كافة المدارس يمثل رسالة واضحة: المعلم هو الركيزة الأساسية للنهضة الوطنية. هذا التفعيل الرسمي يسهم بشكل مباشر في ترسيخ القيمة الاجتماعية للمهنة، حيث يرفع من شأنها في الوعي الجمعي؛ فعندما يرى الطالب والمجتمع تكريم المعلم، يترسخ لديهم مفهوم أن هذه المهنة هي من أسمى المهن وأكثرها تأثيراً، مما يعزز الاحترام والتقدير للمعلمين في كل محفل. كما يُعد هذا الاحتفاء حافزاً نفسياً قوياً، فهو يجدد طاقة المعلم نحو العطاء، ويشجعه على الإبداع وتطبيق أفضل الممارسات التعليمية في فصوله، مؤمناً بأن جهده مقدّر ومُحتفى به. إضافة إلى ذلك، يُسلط هذا اليوم الضوء مجدداً على أن رسالة المعلم لا تقتصر على نقل المعلومات فحسب، بل تمتد لتشمل البناء القيمي والأخلاقي والتربوي للطلاب. إن الاحتفاء بيوم المعلم يتكامل مع استراتيجية متكاملة لوزارة التعليم تهدف إلى دعم المعلم وتمكينه، وهذا الدعم لا يقتصر على التكريم في يوم محدد، بل هو مسار عمل مستمر يشمل الاهتمام ببرامج التدريب والتطوير المستمر لتزويد المعلمين بأحدث المهارات والمعارف التربوية والتقنية، بما يضمن مواكبتهم لمتطلبات العصر. كما تعمل الوزارة على تقديم حزمة من الحوافز المادية والمعنوية التي تكافئ المتميزين، وتحفز المبدعين، وتضمن توفير بيئة عمل محفزة وداعمة لأداء المعلم لرسالته النبيلة بأعلى مستويات الجودة والراحة. إن استمرار هذا الدعم، بالتوازي مع التفعيل المتقن ليوم المعلم، يرسخ مكانة المعلم كعنصر فاعل وحيوي في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة الطموحة، والتي تضع بناء الإنسان في مقدمة الأولويات.
أ. جمال الرفاعي
@alrifai2030
عضو جمعية إعلاميون