مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

أخطر العقود “أنا وأنت معًا”

رابط المصالح رابط وثيق، وإن أخذ طابع لغة تحقيق المصالح المشتركة التي بُنيت عليها تلك العلاقة التشاركية التي حُددت شروطها وبُنيت بنودها بدقة عالية، تضمن عدم الإخلال بأي من تلك المُحددات والشروط، وأظنها علاقة آمنة جدًا بعكس العلاقات الإنسانية الأخرى التي بُنيت على العاطفة وحسن الظن (والهقوة الطيبة) فقط، دون ميثاق يحفظ حق كل طرف ويحميه من الغدر والخذلان والانسحاب عند منتصف الطريق أو حتى الاستغلال والابتزاز العاطفي من طرف تجاه الآخر، علاوة على ما يتبع ذلك من ضرر عاطفي ومعنوي بالغ الأثر، رغم أن المبدأ الذي تُبنى عليه تلك العلاقات سواء إنسانية أو مهنية أو تجارية واحد، يتلخص في “أنا وأنت معًا” من البداية إلى الخطوة الأخيرة التي نختم بها رحلة الاتجاه الواحد قبل أن يختار كل منّا طريقه المختلف.

قد تتفق على أن الفجوات بين الناس تبدأ اتساعها من داخل العلاقات، والخلافات تنشأ بسبب سوء إدارتها، ويبقى السبب الأهم في فشل أو وعثاء كل علاقة غياب الأهداف الواضحة، وضبابية النوايا التي يُخفيها كل طرف، بينما هذا الأمر لا وجود له في عقود واتفاقات علاقات المصالح المشتركة التي تضمن حقوق كل طرف. فلِمَ لا نكون أكثر جرأة في حماية العلاقات التي تربطنا بالآخرين وتوثيقها بالوضوح، وكأننا نُبرم صفقة نجتهد أن لا تنتهي إلى خسارة فادحة، فليس عيبًا أن تكون عادلًا مع الآخرين حين تستوضح منهم ما يهمك قبل الشروع في بناء أي علاقة جديدة، وهنا لا بد من الإشارة إلى العلاقة الأهم وربما الأكثر تضررًا من ضبابية البدايات والخجل اللامبرر والمجاملات السامة، علاقة الزواج، لاسيما أن مؤشرًا غير جيد يُشير إلى نسبة مرتفعة في فشل تلك العلاقات، وأظن أن حسن الظن كان السبب الرئيس في إبرام عقد فاشل (لأن الطرفين غير مناسبين لتلك الشراكة)، لذا افتقد أهم بنود تحقيق مصالح الطرفين.

همسة:
لا تغامر وتبدأ رحلة يلفها الضباب.

 

أ. ضيف الله الحربي
‏@daifallhnafa
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop