مرحباً بكم فى جمعية اعلاميون

أزمة الزواج في المملكة.. إلى أين؟

 

تشهد المملكة العربية السعودية كغيرها من دول العالم تحولات سكانية واجتماعية واقتصادية متسارعة. ومن أبرز هذه التحولات: عزوف فئات متعددة من المجتمع عن الزواج، الأمر الذي قد يؤدي إلى خلل في التوازن السكاني وتهديد لمفهوم الأسرة، وهي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع.

الأسباب الرئيسية لعزوف الزواج:

الضغوط الاقتصادية:
ارتفاع تكاليف المعيشة من سكن، غذاء، صحة، وتعليم.
تدني الرواتب مقارنة بمتطلبات الحياة.
غلاء المهور والمبالغة في متطلبات الزواج، خاصة في بعض المناطق.
تغير النظرة للزواج:
المرأة: أصبحت ترى الاكتفاء بالوظيفة والاستقلال المالي بديلاً عن الزواج.
الرجل: يرى الزواج عبئاً مالياً ونفسياً في ظل غياب الثقة والخوف من الطلاق.

نسب الطلاق المرتفعة:
ارتفاع معدلات الطلاق خلق حالة من الريبة والخوف من الفشل في الزواج.
انتشار الأسر المنفصلة التي ينتج عنها أطفال بدون بيئة أسرية مستقرة.
ارتفاع سن الزواج:
تأخر الزواج للرجال والنساء بسبب التركيز على الدراسة، الوظيفة، أو البحث عن “الشريك المثالي”.
استقلالية المرأة:
أصبحت ترى الرجل شريكًا ثانوياً وليس ضرورياً، خاصة في ظل تحقيقها للاكتفاء المادي والنفسي.

الحلول الممكنة:

أولاً: نشر ثقافة البساطة
التشجيع على الزواج “البسيط” الخالي من التعقيدات والمظاهر المكلفة.
إعادة تعريف النجاح في الزواج بأنه “استقرار” لا “تباهي”.

ثانيًا: تفعيل دور المؤسسات المجتمعية والإعلامية
إطلاق حملات توعوية لتعزيز قيمة الزواج كأساس لبناء المجتمع.
إبراز نماذج أسر ناجحة مستقرة بأسلوب واقعي وملهم.

ثالثًا: دعم مالي حكومي وتشجيع المبادرات
تقديم دعم حكومي للمقبلين على الزواج يشمل السكن، التأثيث، والاستشارات الزوجية.

تشجيع الجمعيات الخيرية والمجتمعية على إقامة “مشاريع زواج جماعي”.

رابعًا: تهيئة بيئة أسرية آمنة
برامج تثقيفية للمقبلين على الزواج تركز على بناء العلاقة السليمة وإدارة الخلافات.
إعادة دور المدرسة والجامعة في تعزيز ثقافة الأسرة.

الخلاصة:

إذا أردنا الحفاظ على تماسك المجتمع واستقراره، علينا أن نعيد النظر في طريقة تعاملنا مع الزواج، ونُعيد له قيمته كشراكة حياة وليس مشروعًا استهلاكياً. فكل زواج ناجح هو استثمار في مستقبل الأمة، وكل طفل ينشأ في أسرة مستقرة هو ركيزة في بناء وطن قوي.

 

أ. هيا الدوسري
‏@HAldossri30
عضو جمعية إعلاميون

شارك المقالة
جميع الحقوق محفوظه جمعية اعلاميون © 2021
الأعلىtop